responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 86

و جعله مشروطا، فيدل قولنا: «إذا زالت الشمس فصلِّ» على عدم وجوب الصلاة قبل الزوال، و يدل قولنا: «إذا أَحرمت للحج فلا تتطيب» على عدم حرمة الطيب في حالة عدم الإحرام للحج، و بذلك تصبح الجملة الشرطية ذات مدلولين: أَحدهما إيجابي و الآخر سلبي.

فالإِيجابي هو ثبوت الجزاء عند ثبوت الشرط و مدلولها السلبي هو انتفاءُ الجزاء عند انتفاء الشرط.

و يسمى المدلول الإيجابي «منطوقا» للجملة، و المدلول السلبي «مفهوما».

و كل جملة لها مثل هذا المدلول السلبي يقال في العرف الأُصولي: أَو هذه الجملة أَو القضية ذات مفهوم.

و قد وضع بعض الأصوليين قاعدة عامة لهذا المدلول السلبي في اللغة فقال: إِن كل أَداة لغوية تدل على تقييد الحكم و تحديده لها مدلولها السلبي، إِذ تدل على انتفاء الحكم خارج نطاق الحدود التي تضعها للحكم، و أَداة الشرط تعتبر مصداقا لهذه القاعدة العامة، لأنها تدل على تحديد الحكم بالشرط.

و من مصاديق القاعدة أَيضا أَداة الغاية حين تقول مثلا: «صم حتى تغيب الشمس»، فإن «صم» هنا فعل أَمر يدل على الوجوب، و قد دلت حتى بوصفها أَداة غاية على وضع حد و غاية لهذا الوجوب الّذي تدل عليه صيغة الأمر، و معنى كونه غاية له، تقييده، فيدل على انتفاء وجوب الصوم بعد مغيب الشمس، و هذا هو المدلول السلبي الّذي نطلق عليه اسم المفهوم. و يسمى المدلول السلبي للجملة الشرطية ب «مفهوم الشرط» كما يسمى المدلول السلبي لأداة الغاية- من قبيل حتى في المثال المتقدم- ب «مفهوم الغاية». و اما إِذا قيل «أكرم الفقير العادل» فلا يدل القيد هنا على ان غير العادل لا يجب إكرامه لأن هذا القيد ليس قيدا للحكم بل هو

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست