responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 68

بالألم، فارتبطت كلمة (آه) في ذهنه بفكرة الألم، فأصبح كلما سمع كلمة (آه) انتقل ذهنه إلى فكرة الألم.

و من المحتمل ان الإنسان قبل ان توجد لديه أَي لغة قد استرعى انتباهه هذه العلاقات التي قامت بين الألفاظ من قبيل (آه) و معانيها نتيجة لاقتران تلقائي بينهما، و أَخذ ينشئ على منوالها علاقات جديدة بين الألفاظ و المعاني. و بعض الألفاظ قرنت بالمعنى في عملية واعية مقصودة لكي تقوم بينهما علاقة سببية. و أَحسن نموذج لذلك الأعلام الشخصية فأنت حين تريد ان تسمي ابنك عليا تقرن اسم علي بالوليد الجديد لكي تنشأ بينها علاقة لغوية و يصبح اسم علي دالا على وليدك. و يسمى عملك هذا «وضعا» فالوضع هو عملية تقرن بها لفظا بمعنى نتيجتها أَن يقفز الذهن إلى المعنى عند تصور اللفظ دائما.

و نستطيع ان نشبه الوضع على هذا الأساس بما تصنعه حين تسأل عن طبيب العيون فيقال لك: هو (جابر) فتريد أَن تركز اسمه في ذاكرتك و تجعل نفسك تستحضره متى أَردت فتحاول ان تقرن بينه و بين شي‌ء قريب من ذهنك فتقول مثلا: انا بالأمس قرأت كتابا أخذ من نفسي مأْخذا كبيرا اسم مؤلفه جابر فلا تذكر دائما ان اسم طبيب العيون هو اسم صاحب ذلك الكتاب. و هكذا توجد عن هذا الطريق ارتباطا خاصا بين صاحب الكتاب و الطبيب جابر، و بعد ذلك تصبح قادرا على استذكار اسم الطبيب متى تصورت ذلك الكتاب.

و هذه الطريقة في إيجاد الارتباط لا تختلف جوهريا عن اتخاذ الوضع كوسيلة لإيجاد العلاقة اللغوية.

و على هذا الأساس نعرف ان من نتائج الوضع انسباق المعنى الموضوع له و تبادره إلى الذهن بمجرد سماع اللفظ بسبب تلك العلاقة التي يحققها الوضع و من هنا يمكن الاستدلال على الوضع بالتبادر و جعله علامة على ان‌

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست