responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 44

قبل ترعرعه و ازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي، و ذلك لأن المذهب السني كان يزعم انتهاء عصر النصوص بوفاة النبي 6 فحين اجتاز الفكر الفقهي السني القرن الثاني كان قد ابتعد عن عصر النصوص بمسافة زمنية كبيرة تخلق بطبيعتها الثغرات و الفجوات. و اما الإمامية فقد كانوا وقتئذ يعيشون عصر النص الشرعي لأن الإمام امتداد لوجود النبي فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الإمامية في الاستنباط أقل بكثير إلى الدرجة التي لا تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الأصول، و لهذا نجد ان الإمامية بمجرد ان انتهى عصر النصوص بالنسبة إليهم ببدء الغيبة أو بانتهاء الغيبة الصغرى بوجه خاص تفتحت ذهنيتهم الأصولية و أقبلوا على درس العناصر المشتركة. و هذا لا يعني طبعا ان بذور التفكير الأصولي لم توجد لدى فقهاء أصحاب الأئمة بل قد وجدت هذه البذور منذ أيام الصادقين 8 على المستوى المناسب لتلك المرحلة، و من الشواهد التاريخية على ذلك ما ترويه كتب الحديث من أَسئلة ترتبط بجملة من العناصر المشتركة في عملية الاستنباط وجهها عدد من الرّواة إلى الإمام الصادق و غيره من الأئمة : و تلقوا جواباً منهم، فان تلك الأسئلة تكشف عن وجود بذرة التفكير الأصولي عندهم. و يعزز ذلك ان بعض أصحاب الأئمة أَلفوا رسائل في بعض المسائل الأصولية كهشام بن الحكم من أَصحاب الإمام الصادق الّذي روي انه أَلَّف رسالة في الأَلفاظ.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست