و يصبح اسم علي دالا على وليدك. و يسمّى عملك هذا «وضعا»، فالوضع هو عملية تقرن بها لفظا بمعنى، نتيجتها أن يقفز الذهن إلى المعنى عند تصور اللفظ دائما.
و نستطيع أن نشبّه الوضع على هذا الأساس بما تصنعه حين تسأل عن طبيب العيون فيقال لك: هو «جابر»، فتريد أن تركّز اسمه في ذاكرتك و تجعل نفسك تستحضره متى أردت فتحاول أن تقرن بينه و بين شيء قريب من ذهنك فتقول مثلا: أنا بالأمس قرأت كتابا أخذ من نفسي مأخذا كبيرا اسم مؤلفه جابر، فلأتذكر دائما أن اسم طبيب العيون هو اسم صاحب ذلك الكتاب. و هكذا توجد عن هذا الطريق ارتباطا خاصا بين صاحب الكتاب و الطبيب جابر، و بعد ذلك تصبح قادرا على استذكار اسم الطبيب متى تصوّرت ذلك الكتاب.
هذه الطريقة في إيجاد الارتباط لا تختلف جوهريا عن اتخاذ الوضع كوسيلة لايجاد العلاقة اللغوية.
و على هذا الأساس نعرف أن من نتائج الوضع انسباق المعنى الموضوع له و تبادره إلى الذهن بمجرّد سماع اللفظ، و ذلك بسبب الوضع الذي تحققه العلاقة و القرن الأكيد (1). و من هنا يمكن
(1) هذه الأسطر الثلاثة الأخيرة مهمّة يا حبّذا لو يفهمها الطالب جيدا و يحفظها.
فأوّلا يحصل (التخصيص) ثم بكثرة الاستعمال يحصل القرن الأكيد بين اللفظ و المعنى فإذا حصل القرن الأكيد (أي العلّة) حصل الوضع (أي المعلول) مباشرة أي بالترتب العلّي لا الترتب الزمني ثم يحصل (التبادر)،-