بعد أن آمن الانسان باللّه و الاسلام و (1) الشريعة، و عرف أنه مسئول بحكم كونه عبدا للّه تعالى عن امتثال أحكامه يصبح ملزما بالتوفيق بين سلوكه في مختلف مجالات الحياة و الشريعة الاسلامية (2) و باتخاذ الموقف العملي الذي تفرضه عليه تبعيته للشريعة، و لأجل هذا كان لزاما على الانسان أن يعيّن هذا الموقف العملي و يعرف كيف يتصرّف في كل واقعة (3).
و لو كانت أحكام الشريعة في كل الوقائع واضحة وضوحا
(1) عطف خاص على عام و ذلك لأنّ المراد من الشريعة ما شرّعه اللّه من السنن، و بتعبير آخر: الاسلام هو كل الدين بما فيه العقائد و الفقه و أما الشريعة فهو خصوص الفقه.
(2) لأنّ الانسان عبد مملوك لمولاه، فللمولى حقّ الطاعة عليه لأنه يملكه يفعل به ما يشاء. نعم ليس للمولى ظلمه لأن الظلم قبيح عقلا.