responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 59

أحمد زكي حول هذه الشبهة بقوله: «قبل أن نتعرّض للشك الرابع نورد لك ما ذكره ابن أبي الحديد بشأن الخطبة الشقشقية، قال عقب شرحها: «حدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث و ستمائة، قال: قرأت على الشيخ ابن الخشاب هذه الخطبة فقلت له: أتقول إنها منحولة؟فقال: لا و اللّه، إني لأعلم أنّها كلامه كما أعلم انك مصدق.

قال: فقلت له: إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرضيّ ;، فقال أنى للرضي و لغير الرضيّ هذا النّفس و هذا الاسلوب؟قد وقفنا على رسائل الرضيّ و عرفنا طريقته و فنّه في الكلام المنثور و ما يقع مع هذا الكلام في خل و لا خمر. ثم قال: و الله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنّفت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة. و لقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها و أعرف خطوط من هو من العلماء و أهل الأدب قبل ان يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي. قلت: و قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة. و كان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة.

و وجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الامامية. و هو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الانصاف. و كان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي و مات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي ; موجودا» . من ذلك يتبيّن لك أن الشقشقية كانت معروفة قبل مولد الرضي من أكثر من طريق. فلا تبعة إذن عليه، و لا سبيل إلى اتهامه بانتحالها. و لكنا مع ما نرى فيها من جزالة اللفظ و روعة الأسلوب التي تغرينا ان ننظمها مع كلام علي في سلك. نتراجع حين يبدو لنا شبح الشك ماثلا فيها. أجل يستوقفنا منها-ثم ذكر مؤاخذات الامام على بعض الصحابة و عدّدها، و نحن نكتفي بالأوّل منها و للتفصيل يراجع الشرح-قال: و قد عرّض لعمر رضى اللّه عنه بقوله: «فمني الناس- لعمر الله-بخبط و شماس، و تلوّن و اعتراض» فما كان عمرا البتة خابطا و لا متلوّنا و لا جانحا عن الطريق السويّ، و ما عرف عنه من ذلك قليل و لا كثير» [1] .

و أقلّ ما يقال في كلامه: إنّه تغافل عن أحداث التاريخ الاسلامي في عصر الرسالة


[1] ترجمة علي بن أبي طالب: 134-135. و انظر شرح ابن الحديد 1: 206.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست