responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 207

يؤمن بأنّه كلام من ينغمس في الحرب، مصلتا سيفه فيقط الرقاب، و يجدّل الأبطال، و يعود به ينطف دما و يقطر مهجا، و هو مع تلك الحال زاهد الزهاد، و بدل الأبدال، و هذه من فضائله العجيبة و خصائصه اللطيفة التي جمع بها بين الألاضداد، و ألّف بين الأشتات و كثيرا مّا أذاكر الإخوان بها، و استخرج عجبهم منها، و هي موضع للعبرة بها و الفكرة فيها» .

لقد درس الكثير حياة الإمام عليّ 7 من جوانب مختلفة من خلال ما ورد عن الإمام 7 من الخطب و الرسائل و الحكم، و مكتبة نهج البلاغة غنية بذلك، و في هذا الصدد قولان ممّن لا يعتقد بالامام عليّ 7 إماما دينيا، ذات دلالة عميقة، فتساءل ابن أبي الحديد المعتزلي قائلا: «و ما ذا أقول في رجل أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل، و لم يمكنهم جحد مناقبة و لا كتمان فضله!فقد اجتهد بنو امية في إطفاء نوره، و لعنوه على جميع المنابر، و حبسوا مادحيه و قتلوهم، و منعوا من رواية كلّ حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلاّ رفعة و سموّا، و كان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه، و تضوّع نشره، و كالشّمس لا تستر بالرّاح، و كضوء النهار إن حجب عن عين واحدة، أدركته عيون كثيرة. و ما ذا أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة، و تنتهي إليه كلّ فرقة، و تتجاذ به كلّ طائفة!» [1] ، و قال أيضا «و ماذا أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى، و آمن باللّه و عبده و كلّ من على الأرض يعبد الحجر، و يجحد الخالق، لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلاّ السابق إلى كلّ خير: محمّد رسول اللّه 6» [2] .

و قال جبران خليل جبران المسيحي: «مات عليّ بن أبي طالب شهيد عظمته، مات و الصلاة على شفتيه، مات و في قلبه الشوق إلى ربه و لم يعرف العرب حقيقة مقامه و مقداره حتى قام من جيرانهم الفرس اناس يدركون الفارق بين الجواهر و الحصى، مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية، مات و شأنه شأن جميع الأنبياء الناصحين الذين


[1] شرح ابن ابي الحديد 1: 17، ط/دار احياء الكتب بمصر، 1378 هـ-.

[2] شرح ابن ابي الحديد 1: 30، ط/دار احياء الكتب بمصر، 1378 هـ-.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست