responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 203

المقطع الثامن‌

في اسلوب الانتقاء

:

قال الرضي ;: «و ربّما جاء فيما أختاره من ذلك فصول غير متّسقة، و محاسن كلم غير منتظمة، لأنّي أورد النكت و اللّمع، و لا أقصد التتالي و النسق» .

إنّ نظرة خاطفة إلى مؤلّفات الرضي تكشف عن اهتماماته الأدبية بالتراث الإسلامي، فانه قد كتب في مجاز القرآن و المجازات النبويّة، و بلاغة الامام علي بن أبي طالب سلسلة مترابطة دفعته إلى ذلك مواهبه التراثية من الأدب العربي و تقدّمه في حلبة الشعر، و قد عالج الميادين الثلاثة باسلوبه الخاص، و من مزايا هذه الشخصية الواعية أنّه قد شرح اسلوبه في مقدمة كل كتاب ألّفه، معلنا من البدء أنّ ما يستهدف إليه: البلاغة بما فيها من المجاز و الاستعارة. و هذا اسلوبه في جمع نهج البلاغة، كما لا يخفى على المتتبع المنصف.

و قد تنبّه إلى هذا الاسلوب جمع ممّن درس النهج، و لعلّ أوّلهم ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة حيث قال قال ما لفظه: «و لكن الرضي ; يلتقط كلام أمير المؤمنين 7 التقاطا، و لا يقف مع الكلام المتوالي، لأن غرضه ذكر فصاحته 7، و لو اتى بخطبه كلّها على وجهها لكانت أضعاف كتابه الذي جمعه» انتهى‌ [1] .

و أوضح اسلوبه ذلك الشيخ هادي كاشف الغطاء بتفصيل، قال: «مؤلف النهج لا يروي إلاّ ما يختاره و يصطفيه فيختار الأبلغ فالأبلغ و الأفصح فالأصح بحسب ذوقه و معرفته، فربما اختار من الخطبة فقرات معدودة و يترك الباقي، و ربما جمع خطبة واحدة من خطب شتى أو من كلمات متفرقة في مواضع متباينة، و قد صرّح بذلك كلّه في خطبة كتابه، فما كان في النهج من هذا القبيل لا يوقف له على مصدر مطابق، نعم يمكن للمتتبع


[1] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد و معناه في 2: 284.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست