« «بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ» : أما بعد حمد اللّه الذي جعل الحمد ثمنا لنعمائه، و معاذا من بلائه، و وسيلا إلى جنانه، و سببا لزيادة إحسانه، و الصلاة على رسوله نبيّ الرحمة و إمام الأئمة، و سراج الامة، المنتجب من طينة الكرم و سلالة المجد الأقدم، و مغرس الفخار المعرق، و فرع العلاء المثمر المورق، و على أهل بيته مصابيح الظلم، و عصم الامم، و منار الدين الواضحة، و مثاقيل الفضل الراجحة صلّى اللّه عليهم أجمعين صلاة تكون إزاء لفضلهم و مكافاة لعملهم، و كفاء لطيب فرعهم و أصلهم ما أنار فجر ساطع و خوى نجم طالع» .
في المقطع الأول من الخطبة يستهلّ الشريف الرضي نهج البلاغة بالحمد و الصلاة على الرسول و آله، شأن علماء عصره، و لكنه ينفرد بسرد أسباب لكل منها:
الأول: الحمد للّه
، و له أربعة أسباب يستدل على كل ذلك بالآيات القرآنية و السنة النبوية المطهّرة.
فالحمد للّه يجب بسبب عقد اجتماعي بين الانسان و خالقه، فإنّ نعماء اللّه تعالى في الأنفس و الآفاق التي لا تعدّ، و التي تؤثّر في حياة الانسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة لا بد له من ثمن، و لا يمكن أن يعادله أيّ شيء سوى الحمد «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللََّهِ»