البو سعيد قتله رجال من القواسم أهل رأس الخيمة صادفوه في البحر و قد نزل من مركبه المنيع المشهور إلى سفينة صغيرة، و اعترضهم و هو فيها، و تلافوا هم و إياه و لم يعلموا أنه هو، و رماه أحد أهل السفينة، و مات بها و لم يعرف رامية و لا رفقته حتى سمعوا خادمه يسميه لهم و تولى ابنه سعيد. و فيها أمرّ سعود في الأحساء إبراهيم بن عفيصان بدل سليمان بن ماجد.
و فيها ثار محمد علي، و هو كبير عسكر من عساكر مصر على محمد باشا وزيرها يطلب علونيتهم فمضوا عليه و قتلوه، و نصب محمد علي و كاتب الدولة و ادعى على الوزير بشيء من المخالفات عندهم، فأتا له التقرير في النصب ثم استحكم أمره.
و في سنة عشرين و مائتين و ألف:
اشتد الغلاء على الناس، و سقط كثير من أهل اليمن، و ماتت إبلهم و أغنامهم. و في آخر السنة في ذي القعدة بلغ الحب ثلاثة أصواع بالزر، و الريال على حساب مدين بالمحدية، و التمر بلغ سبع وزنات بالزر و الريال، و بيع في الوشم و القصيم على خمس وزنات بالريال بالمحمدية، وزنة.
و أما مكة فالأمر فيها أعظم مما ذكرنا لأجل الحصار بسبب الحرب، و قطع الميرة و السابلة عنها فثبت عندنا، و تواتر أن كيلة الأرز و الحب بلغت ستة ريالات، و كيلتهم انقص من صاع العارض و بيعت فيها لحوم الحمير و الجيف بأغلى ثمن، و أكلت الكلاب و بلغ رطل الدهن ريالين، و اشتد البلاء، و مات خلق كثير عندهم جوعا، و كان الأمير سعود قد سيّر عبد الوهاب صاحب عسير، و سالم بن شكبان، و رعاياتهم، و عثمان