هو الشيخ الجليل المولى (محمد مهدي بن أبي ذر النراقي) أحد أعلام المجتهدين في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر من الهجرة، و من أصحاب التأليفات القيمة. و يكاد أن يعد في الدرجة الثانية أو الثالثة من مشاهير علماء القرنين.
و هو عصامى لا يعرف عن والده (أبي ذر) إلا أنه كان موظفا في الدولة الإيرانية بوظيفة صغيرة في قرية (نراق) ، و لولا ابنه هذا لذهب ذكره في طيات التاريخ كملايين البشر من أمثاله، و لا يعلم ما إذا كان لشيخنا النراقي أخوة، و لكن له ولد نابه الذكر، هو المولى أحمد النراقي المتوفى 1244، صاحب (مستند الشيعة) المشهور في الفقه، و صاحب التأليفات الثمينة، أحد أقطاب العلماء في القرن الثالث عشر. و كفاه فخرا أنه أحد أساتذة الشيخ العظيم المولى مرتضى الأنصاري المتوفى 1281.
و لعل النراقي الصغير هذا هو من أهم أسباب شهرة والده و ذيوع صيته، لما وطئ عقبه و ناف عليه بدقة النظر و جودة التأليف. كما حذا حذوه في تأليفاته. فان الأب المكرم ألف في الفقه (معتمد الشيعة) .