responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    الجزء : 1  صفحة : 243

«و ثانيهما» :

الجبن‌

و هو سكون النفس عن الحركة إلى الانتقام أو غيره، مع كونها أولى.

و الغضب إفراط في تلك الحركة، فله ضدية للغضب باعتبار، و للتهور باعتبار آخر. و على الاعتبارين هو في طرف التفريط من المهلكات العظيمة، و يلزمه من الأعراض الذميمة، مهانة النفس، و الذلة، و سوء العيش، و طمع الناس فيما يملكه، و قلة ثباته في الأمور، و الكسل، وجب الراحة، و هو يوجب الحرمان عن السعادات بأسرها و تمكين الظالمين من الظلم عليه، و تحمله للفضائح في نفسه و أهله، و استماع القبائح من الشتم و القذف، و عدم مبالاته بما يوجب الفضيحة و العار، و تعطيل مقاصدة و مهماته، و لذلك ورد في ذمه من الشريعة ما ورد قال رسول اللّه-6-: «لا ينبغي للمؤمن أن يكون بخيلا و لا جبانا» ، و قال-6-. «اللهم إني أعوذ بك من البخل، و أعوذ بك من الجبن، و أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر» .

و علاجه-بعد تنبيه نفسه على نقصانها و هلاكها-أن يحرك الدواعي الغضبية فيما يحصل به الجبن، فإن القوة الغضبية موجودة في كل أحد، و لكنها تضعف و تنقص في بعض الناس فيحدث فيهم الجبن، و إذا حركت و هيجت على التواتر تقوى و تزيد، كما أن النار الضعيفة تتوقد و تلتهب بالتحريك المتواتر، و قد نقل عن الحكماء أنهم يلقون أنفسهم في المخاطرات الشديدة و المخاوف العظيمة دفعا لهذه الرذيلة. و مما ينفع من المعالجات أن يكلف نفسه على المخاصمة مع من يأمن غوائله، تحريكا لقوة الغضب، و إذا وجد من نفسه حصول ملكة الشجاعة فليحافظ نفسه لئلا يتجاوز و يقع في طرف الإفراط.

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست