اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 69
هنيئا لدولة بني عثمان، و بشرى للعثمانيين برجال حكومتهم الحاضرة الذين استأسروا القلوب بأعمالهم، و امتلكوا الرقاب بحسن سجاياهم و فضائل مزاياهم، و اصطادوا الأفئدة بتدبيرهم و كياستهم، لا بقوة بطشهم و شدة بأسهم، فالقلوب يستأسرها المعروف و الإحسان، و الظواهر يستعبدها السيف أو الذهب الرنان.
إن زائرنا الفخيم قد ملك القلوب بفضله، و استعبد الأفئدة بنبله، فهنيئا للأمة العثمانية بمثله، و هنيئا لبلادنا السورية أن تحتفل مثل هذا الاحتفال الذي لم ير مثله و لن يرى.
لن نريد أن نطيل القول في وصف فضائله الذاتية، فقد امتزجت معرفتها بأرواح عامة الأمة، فضلا عن خاصتها، و لكننا نذكر لمحة من أمهات الأعمال التي قام بها وزيرنا العظيم؛ لتكون ذكرى تاريخية لتفضله بزيارة بيروت.
كانت مبادئ أعماله التي ظهرت للأمة أن فادى نفسه، و جاهر بدك صروح الاستبداد في مكدونيا، و أعلن الدستور أمام قوة السلطان السابق، فكانت يده أول يد انتشلت ثلاثين مليونا من العثمانيين و أنقذتهم من ربقة الاستبداد.
أتم وظيفته الوطنية و عاد إلى مركزه القديم، و لما أن رأى شرارة الرجعة الاستبدادية آخذة بالاشتعال زحف على عاصمة السلطنة، فأخمد فتنة 31 مارت، و أنجز ما وعد به الأمة من الفضل الكبير، فاستتب ركن الدستور، و تولى أمر الملك جلالة سلطاننا الدستوري الغازي «محمد رشاد خان».
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 69