اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 62
و قالت النوفي فريميابرس: «لقد مزق البكباشي أنور بك الشاب من جديد خريطة أوربا تلك التي ذهلت و دهشت إذ أظهر الترك من آيات الوطنية منتهاها».
و بعد حين وفق أنور باشا في استرجاع أدرنة، و عين لها قائدا عسكريّا، و قام بتحصينها تحصينا هائلا يستعصي على أعظم الدول و أكبرها أن تنال منها منالا بعد الآن.
4- في نظارة الحربية و الحرب الحاضرة
عين أنور باشا لنظارة الحربية، فكان تعيينه مبدأ فلاح جديد للجندية العثمانية؛ إذ قلب أوضاع الجندية القديمة، و بدل الطراز العتيق، و أدخل على الجيش العثماني روحا جديدة، و ابتدع قانونا كان الغاية القصوى التي يسعى إليها محبو الخير لهذه الدولة الإسلامية؛ لأن من مضمون هذا النظام الجديد أن تكون الأمة العثمانية برمتها أمة مسلحة و شعبا حربيّا مستعدا لخوض غمرات الحرب و النزال في أي وقت بدعوة المصلحة العامة للدفاع عن وطنه المقدس.
و قد تجلت فوائد هذا النظام الجديد في هذه الحرب العامة التي خضنا غمارها، و كان لنا من الفوز و النصر في جميع الساحات الحربية ما طأطأت له الرءوس اعترافا و تقديرا لمكانتنا العسكرية الممتازة وعدا وضعه هذا النظام الجديد، فقد أظهر مقدرة حربية عظمى في خلال حرب الدردنيل، جعلت لشخصه الكريم احتراما زائدا في نفوس الأهلين على اختلاف ميولهم و لهجاتهم.
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 62