اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 61
بمثل هذه المجاملة و المعاملة كان بطل الانقلاب الأعظم يستأسر قلوب القوم في طرابلس الغرب.
و هناك تفاصيل و حوادث لا تسعها الصحف تدل على شجاعة ضيف البيروتيين اليوم و بسالته النادرة، و حذقه العسكري الذي اعترف به العدو قبل الصديق.
3- في الحرب البلقانية
لم يكد يعلم أنور باشا بفاجعة البلقان المشهورة حتى خف إلى دار الخلافة بسرعة أدهشت العالم، فتغلغل بين الجند العثماني في جتالجه و وطد الأفئدة، و وحد القلوب، و لما انتهى إليه أن وزارة كامل باشا تحاول أن تسلم أدرنة للبلغاريين، هاجت به عواطفه الوطنية و أبى إباؤه العسكري أن يحدث مثل هذا الأمر الهائل، فتوانق مع رفقائه، و أخصهم القائد الكبير و السياسي الإداري الخطير أحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع و ناظر البحرية الجليلة، فلم يمض حين من الزمن حتى كان كامل باشا في بيته، و قد مزق أبطالنا المذكرة التي كانت سترسل إلى سفراء الدول بتسليم أدرنة، و قد كان لهذه الحادثة تأثير كبير في أوربا، و نقلتها الصحف الغربية بكمال الإعجاب و الدهشة، و أكبرت عمل بطلنا العظيم أنور باشا، و مما قالته جريدة الفرمدنبلاط:
«إن أنور بك جدير بالإعجاب، و له مزايا شخصية جليلة يستحق عليها المدح بكل لسان. إن التاريخ سيسجل لأنور بك أجمل الأثر و سيعده من أبطال الوطنية».
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 61