responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 59

من مقالة ممتعة كتبها المسيو جورج ريمون في مجلة الالستراسيون يوم كان مراسلا حربيّا لها في طرابلس الغرب، في أثناء الحرب الإيطالية و عربها البلاغ في حينها، و من خلال مطالعتها يفهم التأثير الذي تركه أنور باشا في نفوس العرب بطرابلس الغرب.

«إن تلك القوة السحرية التي تتلألأ في عيني أنور بك هي المحرك الوحيد الذي يدعو بواسل العرب إلى الاستماتة في الذود عن حياض العثمانية في صحاري طرابلس الغرب، و قد لا حظت أن أمرا سريّا يدفعهم إلى اختراق الصفوف غير مبالين بإطلاق القنابل التي تقذفها عليهم الطيارات المحلقة في الجو، فشرعت أسال نفسي عن ذلك السر، فلم أقف على نتيجة رغم إعنات الفكر و شحذ الذاكرة، بيد أنني لم ألبث أن أحطت علما بكل شي‌ء، و علمت أن العرب في طرابلس الغرب مشغوفون ببطل اليوم، ولعون بفتى الانقلاب العثماني و ابن الثورة السلمية.

إن من يشارف الأمور بنفسه لا يلبث أن يقتنع بصحة الخوارق التي يحدثها أنور بك في أدرنة، و لا أخال أحدا يحيد عن محجة الهدى إلا إذا كان مأفون الرأي، فاتر الهمة.

هل يعقل أن إنسانا لم يزل في غضارة الحياة يقدر أن يجتني من أفانين السعادة و الغبطة ما يلذ الخاطر يهجر وطنه و مقر غبطته للإقامة بقطر هو كالجحيم في حرارة جوه الجاف، و مائه الأسن الممقوت.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست