اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 24
ألف و أربعة عشر مجاهدا من أبطالنا هاجمها في أحد المواقف أربعة عشر ألفا من عسكر العدو، فثبتت تلك الفرقة أمام ذلك العدد العديد، و استمرت على ثباتها مدافعة مصابرة ثلاثة أيام حتى أتتها النجدة.
هناك خاطب الجندي العثماني عدوه، و قد رآه مقبلا بخيله و رجله و دوارعه يريد اقتحام عاصمة سلاطينه، و الاستيلاء على مسقط رأسه و رأس أجداده و ما أشرف و أعدل ما قال:
نحن أيها المفترون علينا لم نفتكر مرة أن نكدّر التاميز على أهل التاميز، و لا السين على أهل السين، و لا الدانوب على أهل الدانوب، نحن أيها المبادئون بالعدوان لم نذنب و لم نسيء مرة إلى بلادكم، فما بالكم أنتم لا تكفون شركم و مطامعكم عنا؟
كفى ما رأينا منكم، و ما عملتم من الدسائس و المكايد بعد إعلاننا الدستور، و ما دسستم من السموم في ساحة البلقان و طرابلس الغرب.
نكم تدّعون نصرة الشعوب الطامحة إلى الحرية، إنكم تدّعون الغيرة على قيام المدنية، ثم لا نرى في أعمالكم- و العياذ باللّه- في القرن العشرين إلا مستحلب الهمجية متحدرة إليكم من ظهور القرون الغابرة المظلمة.
فدعونا و شأننا، و انصرفوا و اكتفوا بما فعلتم بأحرار تركيا على سلام يصلحون في بلادهم ما أفسد المستبدون.
و صبر فتى الدردنيل ينتظر ما سيكون، و إذا الجواب في أفواه المدافع، و ذلك العدو المغتر يقول: هكذا تريد حليفتنا روسيا.
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 24