responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 176

احترامنا لكم، و النصر معقود بلوائكم، و التوفيق متوقع على أيديكم، لو لا صنيعكم أنتم ما أخذت هذه المدرسة، و لا فتحت هذه الكلية، و ما ظهر إلى عالم الوجود هذا التجديد المنتظر للإسلام من مستقبل رفيع يحوي في مطاويه اليقظة و النهوض. فألف شكر و منة لكم.

كانت ذكرى هذه المدرسة التي تدعى إلى اليوم باسم الصلاحية تعذب روح صاحبها المجاهد الشهيد؛ لأنها كانت إلى أمس تلقن البغي و العصيان بدل اليقين و الإيمان، أسست هذه المدرسة دار علوم كبرى منذ زهاء ستمائة سنة، و بعد أن كانت دار إرشاد و علم تحولت إلى مركز مبشرين بالضلالة و العماية، فكان صلاح الدين يضطرب في قبره للذي وقع لمدرسته.

أنتم لما قدمتم هذه البلاد و جلبتم السعادة معكم، و زرتم مرقده الشريف رأى روحه قريبة من روحكم، فعرض لديكم جملة حاله، و شكت مدرسته مما نالها من الاضطراب، و أنتم أيها القائد المبجل، لما ألقيتم خطبتكم الأولى المهمة في الجامع الأموي قرب قبر صلاح الدين ذكرتم اسمه بأنواع الاحترام، كأنكم تعهدتم له تعهدات في هذا الشأن حتى إذا شخصتم إلى هنا أنشاتم هذه المدرسة، فأدخلتم بصنيعكم السرور على روحه، كما أدخلتموه على العالم الإسلامي أجمع.

جاء صلاح الدين من مصر، فأنقذ هذه الديار، و أنتم ستذهبون من هنا لتخليص ذاك القطر التعس. فنسأل الحق تعالى الذي منحه النصر و التوفيق أن يجعلهما رفيقيكما.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست