responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 135

و عليه فإننا إذا أجللنا أبطالنا، و قدمنا لهم كل ما في طاقتنا من التكريم، فإننا نخدم دولتنا و وطنا؛ لأن ما نفعله يثير روح العمل و النشاط في النفوس الخاملة، فتظهر مزاياها فتخدم وطنها، و يتألف منها مجموع كامل يخدم البلاد؛ فترقى إلى أوج السعادة و العلاء و المجد، فتنال المكانة التي يؤهلها إليها تاريخها المجيد.

حدا بنا إلى كتابة هذه السطور ما رأيناه و سمعنا به من ضروب التكريم، و ما أقيم من معالم الزينة في حلب و دمشق و بيروت و يافا و غيرها من المدن السورية و الفلسطينية التي حلت بها ركاب بطلي الإسلام العظيمين، صاحبي الدولة أنور باشا و جمال باشا ناظري البر و البحر، فقلنا في أنفسنا: الحمد للّه تعالى؛ إذ قد نشطت الأمة من، عقالها فازدادت فيها الروح الوطنية قوة، فأدركت معنى الفروسية و الفرسان، و أخذت تكرمهم لأنهم فدوا مصلحتهم الذاتية في سبيل المصلحة الوطنية العامة، و سلبوا راحة أنفسهم بأنفسهم في سبيل راحة أبناء وطنهم المستقبلة، حرموا أنفسهم لذيذ النوم لينام الأهلون في سعادة و هناء، حرموا أنفسهم لذيذ الإقامة في مسقط رأسهم؛ كي تهنأ الأمة بالمقام في بلادها و تقر عيونها برؤية فلذات أكبادها.

و بعد هذا، فلا عجب إذا رأينا الأمة من أولها إلى آخرها في هذه الديار و غيرها من بلاد دولة الخلافة تقيم معالم الزينة، و تنظم القصائد، و تحبر المقالات، و ترتل الأناشيد في استقبال البطلين العظيمين أنور باشا و جمال باشا في كل بلد يؤمانها، و في كل بلدة يغادرانها؛ تكريما للمزايا الرفيعة و الخصال العالية.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست