اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 134
أقوال صحف دمشق و الشعراء
جاء في المقتبس بقلم أحد محرريه شقيقنا أحمد كرد علي إجلال الأبطال
يقول أحد فلاسفة الغرب:
«فضيلة إجلال الأبطال هي الصخرة الراسخة التي تمنع الدول من السقوط».
و على هذا، فإذا كان حلفاؤنا الألمان يجلون أبطالهم أمثال غليوم و هند نبورغ، و النمسويون يجلون، و من ماثلهما من الأبطال العظام في الحرب الحاضرة، و العثمانيون- لا بل المسلمون- يجلون أبطال الإسلام أمثال أنور باشا و جمال باشا؛ يخدمون بإجلالهم دولتهم و وطنهم؛ إذ إن الدولة هي ذاك العرش المعنوي المقدس بلسان كل وطني و قلبه، لا بد له من أبطال يحمون ذماره، و يدفعون عنه عوادي من يحاولون إيذاءه من أعدائه اللئام، فإذا أجل الناس الأبطال فإنهم يجلون تلك القوة العظيمة، تلك القوة المحبوبة، التي دفعت عنهم و تدفع هجمات العدو المداهم لهم، و هتك عرضهم و ترميل نسائهم و تيتيم أطفالهم و لا يفعل العدو هذا الفعل إلا ليبني لأبناء جنسه مجدا من هتك شرفنا و عزنا، و سعادة من تدمير بيوتنا و استصفاء أرضنا و مرتعا من أزهاق أرواحنا، يريد الأعداء أن يقتلونا و يجلونا عن بلادنا؛ ليتمتعوا هم أنفسهم بهوائها البليل و مائها العذب، يريدون امتلاك أراضينا؛ ليأكلوا هم ما تنبته الأرض من الخيرات، و ما تحمله أشجارنا من يانع الأثمار.
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 134