responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 11

و بعد ذلك، خطب الأستاذ الشيخ أسعد الشقيري- رئيس مجلس تدقيق المؤلفات الشرعية- خطابا بالتركية، أعجب فيه و أغرب؛ فقال: إنه أتى حلب لاستقبال الناظر العظيم باسم علماء سورية و فلسطين و أعيان المسلمين و أشرافهم، و أن الأهالي عهدوا إليه- في كل ولاية و لواء و قضاء- أن يتنازل القادم الكريم لقبول دعوة علماء المسلمين و أكابرهم و زيارة بلدتهم، و أن لمدينة حلب في تاريخ الإسلام شئونا و أطوارا، فمن مفاخرها القديمة أن دخلها صلاح الدين بن أيوب المجاهد العادل الكبير، و استقرّ ملكه فيها.

و من مفاخرها الجديدة في عصرنا هذا زيارة بطل الإسلام، قرة عيون الموحدين قائد جيوش المسلمين أنور باشا لها، و أن هذا اليوم سيكتب في تاريخها المجيد، و يعد في سجل أيامها المسعودة، و أن العلماء كانوا يغبطون رجال العلم الذين تعلقوا في العصر الصلاحي بخدمة السلطان صلاح الدين يوسف؛ حتى سهل اللّه لهم التشرف بزيارة أنور باشا في دار الخلافة، و تشريفه إلى هذه البلاد في الآونة الأخيرة، فنالوا حظهم و بلغوا أمانيهم، و ستكتب خطبهم و قصائدهم في التاريخ الأنوري كاسلافهم في التاريخ الصلاحي، و أنه كان حريصا على أن يكون ابتداء كلامه في مدينة دمشق أو بيروت أو القدس، إلا أن أعاظم حلب دفعوه إلى إيراد الكلام، و الولايات كلها وطن عثماني واحد، و أنه بصفة كونه من أفراد السوريين ناب مناب المسلمين في إيراد كلامه. و طلب من اللّه التوفيق لأمير المؤمنين و وزرائه، و النصر و التأييد لجيوشه و أساطيله.

و بعد تناول الطعام، ذهب القائد الكبير مع أحمد جمال باشا ناظر البحرية إلى الدائرة العسكرية، ثم إلى جامع سيدنا زكريا، فاستقبله فيه علماء الدين و مشايخ الطرق و أشراف المدينة، و قدموا المباخر بين يديه، و لم يزل في هذه الحفلة الدينية

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست