ابنه الحسن، وأشهد على وصيّته الحسين ومحمّداً و جميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح وقال: «يا بُنيَّ أمرني رسول اللَّه 7 أن اوصي إليك، وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما اوصى إليّ، ودفع إليّ كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين». ثمّ أقبل على ابنه الحسين، فقال:
«وأمرك رسول اللَّه أن تدفعها إلى ابنك هذا»- وأخذ بيد عليّ بن الحسين- «وأمرك رسول اللَّه 6 أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن عليّ، فاقرأه من رسول اللَّه ومنّي السلام» [1].
وعن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين : مثل ذلك سواءً.
وعن أبي جعفر 7 قال: «إنّ أمير المؤمنين لمّا حضره الوفاة قال لابنه الحسن: ادنُ منّي حتّى اسرّ إليك ما أسرّ إليّ رسول اللَّه 6، وأئمنك على ما ائمنني عليه» [2].
وبإسناده رفعه إلى شهر بن حوشب أنّ عليّاً 7 لمّا سار إلى الكوفة استودع امّ سلمة- رضي اللَّه عنها- كتبه والوصيّة، فلمّا رجع الحسن دفعتها إليه [3].
وخامسها: أنّا وجدنا الحسن بن عليّ 8 قد دعا إلى نفسه وادّعى الأمر بعد أبيه، وبايعه الناس على أنّه الخليفة والإمام. فقد روى جماعة أهل التاريخ أنّه 7 خطب صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين 7، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ، ثمّ قال: «لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخِرون، لقد كان يجاهد مع رسول اللَّه 6 فيقيه بنفسه، وكان رسول اللَّه 6 يوجّهه برايته، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، فلا يرجع حتّى يفتح اللَّه تعالى على يديه، ولقد توفّي 7 في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، وفيها قبض يوشع بن نون، ولا خلّف بيضاء ولا صفراء إلّاسبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله» [4].
ثمّ خنقته العبرة، فبكى وبكى الناس، ثمّ قال: «أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى اللَّه بإذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن من أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم
[1]. راجع: الكافى، ج 1، ص 297، ح 1؛ الفقيه، ج 4، ص 189، ح 5433؛ تهذيب الأحكام، ج 9، ص 176، ح 4.