responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 559

بها لعذّبهم في الدنيا وأهلكهم كافّة، وذلك ليعذّبهم في الآخرة عذاباً أليماً بسبب جحودهم وإنكارهم إيّاها، وذلك الدفع أو كمال عذاب الآخرة لمن علم اللَّه تعالى‌ أنّه لا يتوب عن إنكاره ولا يرجع عنه إلى الإيمان بها، وهذا الدفع مثل ما يدفع اللَّه بالمجاهدين في سبيله [عن القاعدين‌] هلاكهم بسيوف المشركين أو بعقوبته‌ [1].

أقول: قوله طاب ثراه: «وذلك الدفع» يعني ذلك الدفع المعلّل بأنّه لكمال عذاب الآخرة، لا مطلق الدفع؛ إذ لا اختصاص له بكونه لمن يعلم أنّه يتوب.

قوله: (فما يَحْدُثُ لهم في ليالي القَدْرِ عِلْمٌ) الى‌ آخره. [ح 8/ 652]

على تقدير همزة الاستفهام، أي أفما يحدث لهم علم غير ما علموا؛ فالفاء للتعقيب، أو على سبيل الاستشكال، أي فعلى هذا لا يحدث لهم غير ما علموا، وهو محال، فالفاء للتفريع.

وكيف كان، يكون المراد بقوله 7: (هذا ممّا امروا بكتمانه) أنّ جواب هذا السؤال أو ممّا ينحلّ به الإشكال ممّا امر الأوصياء : بكتمانه وعدم إظهاره لأمثالكم.

وفي لفظ الكتمان دلالة على علمهم بذلك، ولا تنافي بينه وبين قوله 6: (ولا يَعْلَمُ تَفسيرَ ما سألتَ عنه إلّااللَّهُ) إذ المقصد أنّ كشف هذا المسؤول ليس ممّا يتيسّر بالعقول، بل إنّما هو بالتعليم الإلهي؛ إذ لا يعلم ذلك إلّااللَّه، كما أنّ تأويل القرآن لا يستتبّ بالعقول؛ إذ لا يعلمه إلّااللَّه أو الذين علّمهم اللَّه من الراسخين في العلم.

وبهذا يظهر وجه الجمع بين الوقف في آية «ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ» [2] على اللَّه، كما دلّ عليه بعض خطب أمير المؤمنين 7 في نهج البلاغة [3] و توحيد الصدوق‌ [4] طاب ثراه، وبين الوقف على الراسخين في العلم، كما دلّت عليه روايات الكليني طاب ثراه‌ [5]، وقد بيّنّا ذلك في كتاب العقل في شرح رواية هشام بن الحكم، وقد كتب في هذا المقام بعض المشتغلين إليّ ما هذه عبارته:

في قوله: «قال السائل: فما يحدث» إلى آخره، يحتمل الكلام أن يكون استفهامياً أو


[1]. شرح اصول الكافي للمازندراني، ج 6، ص 17.

[2]. آل عمران (3): 7.

[3]. نهج البلاغة، ص 201، الخطبة 144.

[4]. التوحيد، ص 53، ح 13.

[5]. راجع: الكافي، ج 1، ص 213، باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة :.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست