قصيدة للمؤلّف في مدح مولانا الرضا 7:
يا تارك الشرف السني وطالب* * * العزّ الدنيّ المستهان الفاني
ومعفّر الخدّ البهيّ لمن أعار* * * من المنيّة عارة السلطان
حتّى متى وإلى متى تدع الهُدى* * * تَبَع الهوى وصحابةَ الشيطان
قم فانطلق واركض برجلك والحقن* * * عيراً من الحافين والركبان
قد اسرجت أفراسهم وتساقطت* * * ما كان من خيم ومن سُقبان
قصدوا إلى مصر أذلّة أهله* * * فخرّ الأعزّة من بني كنعان
مصر حوالي مطبخ لعزيزة* * * فوج الملوك كجائع سغبان
مصر تمعّك فيه نيل شرافة* * * ما في حريم القدس من سكّان
أعني به الأرض المقدّسة التي* * * قد شرّفت بخليفة الرحمن
المقتدى الهادي الرضا عَلَمُ الهدى* * * بحر الندى ذي الفضل والإحسان
أبصرت لو أبصرت قبّة داره* * * رمّانة جُنيت من البستان
لا بل شُموساً قد اذيبت ثمّ أفرغ* * * تاسع الأفلاك في الحُسبان
خدّامه حكّام جنّات على* * * حُجّابه مستخدموا رضوان
حفّاظ مشهده المقدّس مطربوا* * * داوُد ذي المضمار بالألحان
زوّار مرقده الشريف مفاخروا* * * حجّاج بيت اللَّه بالإيقان
ربحت تجارة من أتى بولائه* * * وعِدَاه صفقتهم على الخسران
خفت موازين الذين بوقرهم* * * مثقال خردلة من الشنآن
فاولئك الأغلال في أعناقهم* * * يصلون مسجونين في النيران
ذاك الذي استقصى ليُطفئ نوره* * * طاغوت أهل البغي والعدوان
فدَعا له متكلّمي الأمصار ثمّ* * * أفاضل الأحبار والرهبان
حتّى إذا حجّ الخصوم بأسرهم* * * طوراً بيّنة وبالبرهان
طوراً بما وردت من الآيات* * * في التوراة والإنجيل والفرقان
فهنالك انشرحت صدور الهدى* * * وتضيّقت اخرى عن الإيمان