responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 522

الرَّسُولِ وَ إِلى‌ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» [1].

وهذا الاصطفاء والإيراث صار منشأ لأن يتصنّف الامّة ثلاثة أصناف:

صنف أعرضوا عن اتّباع المصطفين، بل ظلموهم وغصبوا حقوقهم، وأزالوهم في الظاهر عن مراتبهم التي رتّبهم اللَّه فيها، وفي الحقيقة ما ظلموهم، بل كانوا أنفسهم يظلمون؛ لحرمانهم إيّاها ما نظر اللَّه تعالى‌ لهم، ولذلك سمّاهم اللَّه بالظالم لنفسه.

وصنف تابعوا المصطفين، واقتفوا أثرهم، ولم يميلوا عنهم إلى جانبي الإفراط والتفريط، أي الغلوّ والبغض، بل كانوا على قصد الطريق؛ ولذلك سمّاهم بالمقتصد.

وصنف المصطفون الذين سمّوا بالسابق بالخيرات؛ لكونهم هم الفائزين بتشريف التقديم والإمامة، الحائزين قصبات السبق في حلية الفضل والكرامة، ولأنّهم سبقوا في علم اللَّه بأهليّة الرياسة العظمى والزعامة الكبرى.

وسيجي‌ء في باب أنّ الأئمّة : ورثوا علم النبيّ 6 وجميع الأنبياء عن أبي الحسن الأوّل 7: «وأنّ في كتاب اللَّه لآيات» إلى قوله: «إنّ اللَّه يقول: «وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ»» [2]، ثمّ قال: « «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» [3] فنحنُ الذين اصطفانا اللَّه عزَّ وجلَّ، وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شي‌ء» [4].

فالحمد للَّه‌الذي هدانا بتعليم مولانا أبي الحسن الرضا 7 إلى ما هو الحقّ والصواب في هذه الآية.

وكنت قد قلت في سفري إلى مشهده 7 قصيدة في مدحه، فرأيت أن أختم هذه الحاشية بها رجاءَ أن يشتهر بين الإخوان، عسى أن تتوارث إلى أن تتشرّف بخدمة صاحب الزمان (صلوات اللَّه وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين)، والساعي في النشر شريك في الأجر:


[1]. النساء (4): 83.

[2]. النمل (27): 75.

[3]. فاطر (35): 32.

[4]. الكافي، ج 1، ص 226، ح 7.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 522
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست