responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 479

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‌

كتاب الحجّة

باب الاضطرار إلى الحجّة

قوله: (إنّ الجوارحَ إذا شَكَّتْ في شي‌ءٍ شَمَّتْه أو رَأَتْه أو ذاقته [أو سَمِعَتْهُ‌]، رَدَّتْهُ إلى القلبِ، فيستيقن اليقينَ ويبطل الشكَّ). [ح 3/ 436]

الشكّ في المسموع: مثل أن يسمع مجاوبة الجبل، فيتوهّم أنّه يتكلّم كالأصل، والقلب هو الذي يرشده إلى الصواب، فيعلم أنّه الصدى‌ ليس إلّا.

والشكّ في المرئيّ: مثل أن يرى‌ في البعد البعيد شجراً قصيراً، فإذا دنا منه رآه طويلًا، فيتوهّم أنّه نما في مدّة السير إليه هذا النموّ، والقلب هو الذي يرشده إلى الصواب، فيعلم أنّ المنشأ بُعدُ المسافة و قربها لا النموّ.

والشكّ في المشموم: مثل أن يشمّ نتن العذرة من بيتٍ كانت فيه وقتاً، فيتوهّم أنّ أجزاءها الصغار تفشّت في الفضاء وتلوّثت سطوح الجدران وغيرها بها، فالقلب يرشده إلى الصواب، فيعلم أنّ النتن كيفيّة حدثت بالمجاورة، وليس من فُشُوّ الأجزاء، ولم يتلوّث السطوح.

والشكّ في المَذوق: مثل أن يذوق خلّاً حادّاً، فيتوهّم أنّ به لسعاً، كما بإبرة العقرب والزنبور، فالقلب يرشده إلى الصواب، فيعلم أنّ الكيفيّة هي السبب.

والشكّ في الملموس: مثل أن يلمس ريحاً في الفضاء بعد ما لم يكن، فيتوهّم أنّ الفضاء خلأ وذات الريح حدثت فيه، والقلب يرشده إلى الصواب، فيعلم أنّ الخلأ محال، والحادث حركة الهواء الذي كان ساكناً.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست