responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 383

رأي‌ [1] فليتبوّأ مقعدَه من النار، وأنّه سبحانه فسّر الصمد، فقال: الذي‌ «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ».

«لَمْ يَلِدْ»: لم يخرج منه شي‌ء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شي‌ء لطيف كالنفس، ولا يتشعّب البَدَوات‌ [2]، كالسنه والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع، تعالى أن يخرج منه شي‌ء، وأن يتولّد منه شي‌ء كثيف أو لطيف.

«وَ لَمْ يُولَدْ»: لم يتولّد من شي‌ء، ولم يخرج من شي‌ء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها، كالشي‌ء من الشي‌ء، والدابّة من الدابّة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشمّ من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب، وكالنار من الحجر؛ لا بل هو اللَّه الصمد الذي لا من شي‌ء، ولا في شي‌ء، ولا على شي‌ء، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه؛ فذلكم اللَّه الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم يكن له كفواً أحد». [3]

باب الحركة و الانتقال‌

قوله: (وعنه رَفَعَه). [ح 2/ 329]

هذا الحديث والذي قبله أوردهما الصدوق- طاب ثراه- في كتاب التوحيد في باب نفي الزمان والمكان‌ [4]، وذكر للأوّل السند الذي ذكره المصنّف طاب ثراه، ثمّ قال:

«وبهذا الإسناد عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي إبراهيم»


[1]. في المصدر: «بغير علم».

[2]. البدوات: ما يبدو ويسنح ويظهر من الحوادث والحالات المتغيّرة والآراء المبتدلّة. راجع: بحار الأنوار، ج 3، ص 228؛ لسان العرب، ج 14، ص 66 (بدو).

[3]. التوحيد، ص 90- 91، ح 5.

[4]. التوحيد، ص 183، ح 19.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست