responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 324

باب إبطال الرؤية

قوله: (حيث قال: «ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌» [1]). [ح 2/ 262]

في الكشّاف:

ما كذب الفؤاد: فؤادُ محمّد 6 ما رآه ببصره من صورة جبرئيل 7، أي ما قال فؤاده لمّا رآه: لم أعرفك، ولو قال ذلك لكان كاذباً؛ لأنّه عرفه؛ يعني أنّه رآه بعينه وعرفه بقلبه، ولم يشكّ في أنّ ما رآه حقّ. وقرئ «ما كذّب» أي صدّقه ولم يشكّ أنّه جبرئيل بصورته. [2] انتهى‌.

أقول: «صدق» بالتخفيف قد يتعدّى إلى مفعولين، في التنزيل: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ» [3]؛ «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ» [4] و «كذب» إلى مفعول واحد.

في القاموس: «كُذب الرجل: اخبر بالكَذِب». [5]

وفي زيارة يوم الغدير التي نقلها مشايخنا- (رضوان اللَّه عليهم)- عن أبي محمّد بن عليّ العسكريّ :: «وأشهد أنّك ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا سكتَّ إلّابأمرٍ من اللَّه ورسوله، وقلت: والذي نفسي بيده لقد نظر إليَّ رسول اللَّه 6 أضرب بالسيف قُدماً، فقال: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّاأنّه لا نبيّ بعدي، واعلمك أنّ موتك وحياتك معي وعلى‌ سنّتي، فواللَّه ما كَذبت ولا كُذبت ولا ضللت ولا ضُلَّ بي» الحديث بطوله. [6]

و «كذب» في الآية الكريمة من هذا الباب على ما قرّره صاحب الكشّاف حيث قال:

«أي ما قال فؤاده لمّا رآه: لم أعرفك» إلى آخره؛ لأنّ «كذب» في كِلَيِ الاستعمالين بمعنى إخبار الغير بخلاف ما علم، وأمّا «صدق» المتعدّي إلى مفعولين، فالظاهر أنّه ليس في الآية المذكورة بمعنى الإخبار بالصدق، بل بمعنى ما نقله صاحب مصادر اللغة


[1]. النجم (53): 11.

[2]. الكشّاف، ج 4، ص 29.

[3]. الزمر (39): 74.

[4]. الفتح (48): 27.

[5]. القاموس المحيط، ج 1، ص 122 (كذب).

[6]. بحار الأنوار، ج 100، ص 361، ح 6.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست