responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 317

فظهر أنّ تغيير الاسلوب في الفقرة الثانية أيضاً واقع موقعه، فالحمدُ للَّه‌الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللَّه.

قوله: (إنّ اللَّهَ أَجَلُّ [وأعَزُّ] وَأكْرَمُ مِنْ أنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِه). [ح 3/ 231]

أي ذاته المقدّسة بأن يشبّه بالشمس أو بضوئها أو بآدم أو ببلّورة، تعالى عن ذلك، وإلّا فهو معروف بالآثار، كما أوضحنا في الحاشية السابقة عند ذكر القسم الأوّل من قسمَيِ المعرفة، وإنّما لا يعرف الذات الأقدس بخلقه؛ لما بيّنه الإمام أبو الحسن الرضا 7 في خطبةٍ خَطَبَها في مجلس المأمون من أنّ نفس خلقيّة الخلق حجابٌ بينه تعالى وبينهم‌ [1]، فكيف يتصوّر معرفته بهم؟

وفي خطبة أمير المؤمنين 7 في نهج البلاغة: «لا يَحجُبُه الحُجُبُ، والحجابُ بينه وبين خَلْقِهِ خَلْقُهُ إيّاهم؛ لامتناعه ممّا يُمكن في ذواتهم، ولإمكانهم ممّا يمتنع منه». [2]

وفي خطبة أبي إبراهيم موسى‌ بن جعفر 8: «ليس بينه وبين خَلْقه حجابٌ غير خَلْقه». [3]

باب المعبود

قوله: (مَنْ عَبَدَ اللَّهِ بِالتوهّمِ). [ح 1/ 235]

المراد به الإخطار بالبال على‌ وجه التحديد والتصوير، ولم يذكر هذا المعنى للتوهّم في شي‌ءٍ من كتب اللغة المشهورة، مثل الصحاح والقاموس والنهاية والمُغرب وتاج المصادر؛ بل في القاموس: «الوهم من خطرات القلب، أو مرجوحُ طَرَفَي المتردَّد فيه؛ وتوهَّمَ: ظَنَّ». [4]


[1]. التوحيد، ص 34، ح 2؛ الأمالي للمفيد، المجلس 30، ح 4؛ الأمالي للطوسي، ص 22، المجلس 1، ح 28؛ الاحتجاج، ج 2، ص 398.

[2]. لم نعثر عليه في نهج البلاغة. والخبر في الكافي، ج 1، ص 139، باب جوامع التوحيد، ح 5؛ والتوحيد، ص 56، ح 14.

[3]. التوحيد، ص 178، ح 12. وعنه في بحار الأنوار، ج 3، ص 327، ح 27.

[4]. القاموس المحيط، ج 4، ص 187 (وهم).

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست