أي ذاته المقدّسة بأن يشبّه بالشمس أو بضوئها أو بآدم أو ببلّورة، تعالى عن ذلك، وإلّا فهو معروف بالآثار، كما أوضحنا في الحاشية السابقة عند ذكر القسم الأوّل من قسمَيِ المعرفة، وإنّما لا يعرف الذات الأقدس بخلقه؛ لما بيّنه الإمام أبو الحسن الرضا 7 في خطبةٍ خَطَبَها في مجلس المأمون من أنّ نفس خلقيّة الخلق حجابٌ بينه تعالى وبينهم [1]، فكيف يتصوّر معرفته بهم؟
وفي خطبة أمير المؤمنين 7 في نهج البلاغة: «لا يَحجُبُه الحُجُبُ، والحجابُ بينه وبين خَلْقِهِ خَلْقُهُ إيّاهم؛ لامتناعه ممّا يُمكن في ذواتهم، ولإمكانهم ممّا يمتنع منه». [2]
وفي خطبة أبي إبراهيم موسى بن جعفر 8: «ليس بينه وبين خَلْقه حجابٌ غير خَلْقه». [3]
المراد به الإخطار بالبال على وجه التحديد والتصوير، ولم يذكر هذا المعنى للتوهّم في شيءٍ من كتب اللغة المشهورة، مثل الصحاح والقاموس والنهاية والمُغرب وتاج المصادر؛ بل في القاموس: «الوهم من خطرات القلب، أو مرجوحُ طَرَفَي المتردَّد فيه؛ وتوهَّمَ: ظَنَّ». [4]
[1]. التوحيد، ص 34، ح 2؛ الأمالي للمفيد، المجلس 30، ح 4؛ الأمالي للطوسي، ص 22، المجلس 1، ح 28؛ الاحتجاج، ج 2، ص 398.
[2]. لم نعثر عليه في نهج البلاغة. والخبر في الكافي، ج 1، ص 139، باب جوامع التوحيد، ح 5؛ والتوحيد، ص 56، ح 14.
[3]. التوحيد، ص 178، ح 12. وعنه في بحار الأنوار، ج 3، ص 327، ح 27.