responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 166

للمؤلّف:

نعوذ باللَّه من تلك العقيدة إذ* * * تهوي بصاحبها ذروة الجبل‌

وكيف أجحد ترتيب الوجود وقد* * * أراه نحوَ قطار النُّوق والجمل‌

كلّا بكلّ ربوطاً غير منقطع‌* * * كلّا بكلّ منوطاً غير منفصل‌

بل إن تأمّلتها ألفيت سلسلة* * * احيل فكّ ثوانيها من الاول‌

والطريق الصواب في الاستدلال هو مسلك اولي الألباب من البحث عن لطائف التدبير، والتفكّر والتدبّر في خلق السماوات والأرض؛ «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» [1] والتفطّن بمشاهدة اتّصال الصنع وتمام التدبير لوحدة الصانع القدير، عظم شأنه وفخم برهانه.

وها أنا ذاكرٌ لك ما نبّه عليه الإمام أبو عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق 8 من دقائق الصنع ولطائف التدبير في كلّ واحد واحد من الامور المذكورة في الآية الشريفة في الحديث المشهور بكتاب المفضّل، والمفضّل هو الذي ذكره الشيخ الأجلّ المفيد- طاب ثراه- في إرشاده وقال: «إنّه من خواصّ أصحاب الصادق 7 وبطانته وصاحب سرّه». [2]

وأذكر أوّلًا ديباجة ذلك الكتاب المستطاب؛ لما فيه من الفوائد الجليلة:

قال الصادق 7: «يا مفضّل، إنّ اللَّه كان ولا شي‌ء قبله، وهو باقٍ ولا نهاية له، فله الحمد على ما ألهمنا، والشكر على ما منحنا، فقد خصّنا من العلوم بأعلاها، ومن المعاني بأسناها، واصطفانا على جميع الخلق بعلمه، وجعلنا مهيمنين عليهم بحكمه».

قال المفضّل: يا مولاي، أتأذن لي أن أكتب ما تشرحه؟ وكنت أعددت معنى ما أكتب فيه.

فقال لي: «افعل».

ثمّ قال لي: «يا مفضّل، إنّ الشكّاك جهلوا الأسباب والمعاني في الخلقة، وقصرت أذهانهم عن تأمّل الصواب والحكمة فيما ذرأ الباري- جلّ قدسه- وبرأ من صنوف خلقه في البرّ والبحر، والسهل والوَعْر، فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود،


[1]. آل عمران (3): 191.

[2]. الإرشاد، ج 2، ص 216.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست