responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 156

وغاية ما دلّ عليه كلامهم أنّ التربية أحد معاني الربّ، لا أنّها معناه الأصلي. والذي أرى أنّ التربية من الريب من باب التظنّي من الظنّ.

في الصحاح: «التظنّي: إعمال الظنّ، وأصله التظنّن، ابدل من إحدى النونات ياءً». [1] ومثله في القاموس. [2]

وقال صاحب المغرب: «أمّا الإملاء على الكاتب فأصله الإملال». [3]

ومقتضى قوله 7: «ودلّهم على‌ ربوبيّته بالأدلّة، فقال: «وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ»» ربوبيّته تعالى وإلهيّته بمعنى، ولعلّه استعمل الربوبيّة هاهنا في معنى المالكيّة، والمالك الحقيقي يتذلّل له الملوك فضلًا عن غيرهم، فيؤول معنى الإله؛ لأنّه بمعنى المعبود، أي المتذلّل له بالاستحقاق كما ستعرف.

والمراد بالأدلّة هي المذكورات في الآية الثانية، والآية الاولى إنّما هي لذكر المطلوب المستدلّ عليه الواجب تقديمه، ودلالة اللَّه على‌ ربوبيّته بالأدلّة وقعت مرّتين: مرّة بأن سطرها بقلم الإبداع في رقّ الإمكان، ومرّة بأن نبّه عليها بلسان نبيّه ونجيّه وأمينه على‌ وحيه 6. والفاء في قول الإمام 7: «فقال» هي التي يؤتى بها لتفصيل ما اجمل، كما في قوله تعالى‌: «وَ نادى‌ نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ» [4]، وقولك: «توضّأتُ، فغسلتُ وجهي ويدي، ومسحتُ رأسي ورجلي».

ثمّ اعلموا أيُّها الإخوان- رقى اللَّه بكم إلى أقصى درجات الإيمان- أنّ اللَّه تبارك وتعالى أخبر في كتابه العزيز عن غرض الخلقة، فقال: «وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» [5].

وفي خطبة مولانا الرضا 7 التي رواها الصدوق- طاب ثراه- في كتاب عيون الأخبار: «أوّل عبادة اللَّه معرفته، وكمال معرفته توحيده» الخطبة. [6]

وهذه الآية التي نحن فيها في أمر التوحيد، واللَّه تعالى بكمال رأفته ورحمته بكم‌


[1]. الصحاح، ج 6، ص 216 (ظنن).

[2]. القاموس المحيط، ج 4، ص 245 (ظنن).

[3]. المغرب، ص 434 (ملي).

[4]. هود (11): 45.

[5]. الذاريات (51): 56.

[6]. عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 149، ح 51. وفيه: «أصل معرفة اللَّه» بدل «كمال معرفته».

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست