نقدم إن بعض علماء الجمهور ذهبوا الى أن لفظة (ما غنمتم) مختصة بالغنائم الحربية لنقلها اليه شرعا فتكون من المنقولات الشرعية، و لم يستدلوا على ذلك إلا بورودها في كلماتهم في هذا المعنى الخاص. و من المعلوم إنّه من المصادرة على المطلوب، فإن اللفظة لم تخرج بجميع مشتقاتها عن المعنى الموضوع لها لغة.
و لقد وردت في القرآن الكريم و أريد بها المعنى العام، قال تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لٰا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقىٰ إِلَيْكُمُ السَّلٰامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا فَعِنْدَ اللّٰهِ مَغٰانِمُ كَثِيرَةٌ[1].
و الظاهر إن المراد من المغانم الكثيرة ما وعده اللّه تعالى لعباده المؤمنين في الآخرة فهي أكثر و أدوم و أفضل من مغانم الدنيا الزائلة فهي التي تستحق الايثار دون غنيمة الدنيا [2] و قد صرح بذلك أغلب المفسرين قال الطبري: «فإن عند اللّه مغانم كثيرة من رزقه و فواضل نعمه فهي خير لكم» [3].
و في التفسير الكبير «فَعِنْدَ اللّٰهِ مَغٰانِمُ كَثِيرَةٌ يعني ثوابا كثيرا» [4].