تقوم الحكومات و الأنظمة الجمهورية في العالم المعاصر على ثلاثة أسس:
الأول- تشكيل الحكومة من ثلاث سلطات.
أ- سلطة التشريع- أي وضع القوانين- و هي من شئون و صلاحيات و اختيارات نواب المجلس (أعضاء المجلس النيابي)، و أحيانا من اختيار رئيس الجمهورية، و يعبّر عنها- في العادة- السلطة التشريعية.
ب- سلطة التنفيذ التي تتألّف من الوزراء و هي السلطة التنفيذية.
ج- سلطة القضاء، و تسمى السلطة القضائية.
الثاني- استقلال كل واحدة من هذه السلطات عن الأخرى.
الثالث- انتقال جميع هذه السلطات من الشعب إلى المسؤولين في القمة بالانتخاب الشعبيّ.
مفهوم الانتخاب في العصر الحاضر:
الانتخاب يعني «الاختيار»، و ليس له معنى آخر، و هو يتحقّق دائما لهدف معين، فمثلا يكون اختيار الخاتم للتختم به، و اختيار المرأة للزواج بها، و اختيار معلم للتعلم منه، و ما شابه ذلك.
و اختيار أشخاص للمجلس النيابي، أو اختيار التصدّي للحكم رئيس الجمهورية هو الآخر يتحقق لهدف معين، و ذلك الهدف ليس إلّا، و لكي يقبل الناس بأوامره.
و هذا العمل- في حقيقته- نوع من التعاقد و التعاهد، و قد كان لهذا الأمر سابقة في تاريخ الإسلام، و هي البيعة التي كانت متعارفة في صدر التاريخ الإسلامي.