المورد الثاني بالحجية نفيا أو إثباتا. و بهذا يكون ممارسة الأمور الاجتماعية و السياسية قابلة لوصفها بالصحة و الفساد لا الحجية و عدم الحجية.
و لهذا استعملت لفظة الحجة بمعنى الدليل و البرهان في آيات القرآن الكريم و ذلك:
مثل قوله تعالى: «قل فللّه الحجة البالغة» [1] و تعني الحجة هنا الدليل.
و مثل قوله تعالى: «و تلك حجتنا آتيناها ابراهيم» [2].
يعني أعطينا دليلنا لإبراهيم. و لهذا يكون معنى قول الإمام 7 في التوقيع الشريف: «فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة اللّه عليهم» هو أن رواة الحديث يبلغون الأحكام من جانبي لكم و أنا أبلغها إليهم من جانب اللّه، و تكون نتيجة ذلك أن الحديث (التوقيع الشريف) يكون خاصا بالفتوى في المسائل الفقهية التي هي مصداق التبليغ و الدليل و البرهان على حكم اللّه.
الجواب:
أن حجية كل عمل تناسب ذلك العمل و لهذا كما يكون كلام الإمام 7 حجة تكون أعماله كذلك حجة.
مثلا لو أجرى الإمام 7 معاملة بمال يتيم- لمصلحة- كما لو باع ذلك الشيء فإن هذا العمل كما يتصف بالصحة كذلك يتصف بالحجية أيضا يعني أنه ليس لأحد حق الاعتراض، و يجب على عامة الناس القبول به؛ لأن الإمام هو الذي قام به.
و هكذا إذا قام القيم الشرعيّ أو الوصيّ أو الأب بإجراء معاملة بأموال الصبي (الصغير) اتصف عمله بكلا العنوانين، و الوصفين: الصحة و الحجية.