4- أن العلماء في الأكثر و الأغلب يأخذون علومهم من الأئمة الأطهار، و لهذا فإنهم ورثة الأوصياء و الأوصياء ورثة النبي الأكرم 6 و لكن مع ذلك يكون صدق الوارث على وارث الوارث صدقا عرفيا، و استعمال لفظ الوارث على الوارث مع الواسطة استعمال حقيقي لا مجازي، هذا مضافا إلى أن القرائن الموجودة في الحديث كافية في تعيين المراد.
دراسة أكثر للحديث المذكور: من هو الوارث و ما هو الميراث؟
في دلالة هذا الحديث على (ولاية الفقيه) يجب البحث في جهتين هما:
أ- من هو الوارث؟
قال بعض الأعاظم من علمائنا [1] انه يحتمل- قويا- أن يكون المراد من «العلماء» في الحديث الحاضر و الذين و صفوا أو بالأحرى ذكروا بعنوان ورثة الأنبياء هو خصوص الأئمة المعصومين لا علماء الامة؛ لان لفظة العلماء فسّرت في بعض الأحاديث بالأئمة مثل قول الإمام الصادق 7: «نحن العلماء، و شيعتنا المتعلمون، و سائر الناس غثاء» [2].
و في أحاديث اخرى فسّر عنوانا أولي العلم و أهل الذكر اللّذين وردا في القرآن الكريم بالأئمة المعصومين :[3].
مع ملاحظة هذه الأحاديث يجب تفسير العلماء في الحديث المبحوث هنا بالأئمة المعصومين الذين هم ورثة الأنبياء.
[1] مثل المحقق الاصفهاني أعلى اللّه مقامه الشريف في حاشية المكاسب: 213، و آخرين.