و من هنا كانت أحاديث النبي الأكرم 6 في واقعة غدير خم برمتها تدور حول بيان القيام بالوظائف و المسؤوليات التي ألقاها اللّه على عاتقه من هداية الناس و قيادة الخلق، ثم بعد ذكر هذه المسؤوليات يطرح على الناس ولاية الإمام علي 7 و يقول:
و- شطر من خطبة الغدير:
«أيها الناس من كنت مولاه فهذا على مولاه».
و هذه العبارات يذكرها 6 بعد أن يأخذ من الناس الاعتراف بما قام به من واجبات النبوة و وظائف الرسالة [1].
[1] و قد ذكر أمين الامة، الشيخ الأميني في كتابه الخالد، الغدير 1: 10- 11 خطبة النبي 6 في يوم الغدير.
قائلا: «فلما انصرف 6 من صلاته قام خطيبا وسط القوم على أقتاب الإبل. و أسمع الجميع، رافعا عقيرته، فقال 6: الحمد للّه و نستعينه و نؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضلّ، و لا مضلّ لمن هدى، و أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله.
أما بعد أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبيّ إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، و إنّي أوشك أن أدعى فاجبت، و إني مسئول و أنتم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت، و جهدت، فجزاك اللّه خيرا.
قال: أ لستم تشهدون أن لا إله إلّا اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله، و أن جنّته حق، و ناره حق، و أن الموت حق، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن اللّه يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: نعم، ... إلى أن أخذ بيد علي 7 فرفعها حتى رئي بياض إبطهما، و عرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟-