responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 167

و من هذه العلوم علم التصرف في هذا الكون، بخرق ما هو معتاد كما فعل آصف بن برخيا حيث أتى بعرش بلقيس من مسافات بعيدة جدا و أحضره عند النبي سليمان قبل أن ترتد عينه 7 إليه كما قص القرآن الكريم قصته علينا.

و هذه الأحاديث مذكورة في أصول الكافي.

هذا مضافا إلى أن قاعدة «اللطف» تقتضي أن يعطي البارئ- سبحانه و تعالى- مثل هذه الولاية (أي، الولاية التكوينية) للأئمة : أيضا، ليتمكنوا من اثبات إمامتهم، فليس ثمت سبيل إلى ذلك إلّا هذا، و الوصية من الإمام السابق للإمام اللاحق و إن كان مفيدا إلّا أنها بحاجة إلى إثبات و برهنة على ذلك.

و أما فاطمة الزهراء 3 أم الأئمة الأطهار : فلها أيضا مثل هذه الولاية أي، الولاية التكوينية لأنها من نفس هذه السلسلة الطيبة، و الطينة الطاهرة، و الشجرة المباركة، بل هي عيبة أنوار الإمامة، و بضعة رسول اللّه 6.

الولاية التكوينية أرضية للولاية التشريعية:

إن الولاية التكوينية- كما أسلفنا في مطلع هذا الحديث- من الأمور الباطنية، و القوى النفسية التي يمكن لإنسان كامل- مهما كان كماله نسبيا- أن يمتلكها و ينالها، بحيث تصبح إرادته حاكمة على عالم التكوين و الوجود.

و قلنا بأن لهذه الصفة النفسية، و هذه القوة الباطنية مراتب و درجات تتبع درجة القرب إلى اللّه- سبحانه- و يمكن أن تحصل للإنسان بتهذيب النفس و معرفة أعلى الأهداف و أسناها بل منتهاها و هو الذات الإلهية المقدسة، و هذا الأمر الذي ينقل الإنسان و يسير به من مرحلة العبودية إلى مرحلة الربوبية في سير تكاملي متصاعد بمعنى أن الإنسان يتمكن بسبب العبودية الخالصة للّه‌

اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست