و على أيّ حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل؛ لأنّه لم يتحقّق شروطه و منها العدلان، فهل قال الملك بمحضرهما؟قال: لا، و شرع في البحث مع علماء العامّة حتّى ألزمهم جميعا.
فتشيّع الملك و بعث إلى البلاد و الأقاليم حتى يخطبوا للأئمّة الاثني عشر في الخطبة و يكتبوا أساميهم : في المساجد و المعابد [1] .
و من لطائفه أنّه ناظر أهل الخلاف في مجلس السلطان محمّد خدابنده أنار اللّه برهانه، و بعد إتمام المناظرة و بيان الحقّية لمذهب الإمامية الاثني عشرية خطب الشيخ خطبة بليغة مشتملة على حمد اللّه و الصلاة على رسوله و الأئمّة :، فلمّا استمع ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين بالمناظرة قال: ما الدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الأنبياء؟فقرأ الشيخ في جوابه بلا انقطاع الكلام:
اَلَّذِينَ إِذََا أَصََابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قََالُوا إِنََّا لِلََّهِ وَ إِنََّا إِلَيْهِ رََاجِعُونَ*`أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوََاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ[2] ، فقال الموصلي: ما المصيبة التي أصابت آله حتى أنّهم يستوجبوا بها الصلاة؟فقال الشيخ رحمة اللّه: من أشنع المصائب و أشدّها أن حصل من ذراريهم مثلك الذي يرجّح المنافقين الجهال-المستوجبين اللعنة و النكال- على رسول الملك المتعال. فاستضحك الحاضرون و تعجّبوا من بداهة آية اللّه في العالمين.
و قد أنشد بعض الشعراء يقول في ذلك:
إذ العلوي تابع ناصبيا # بمذهبه فما هو من أبيه
و كان الكلب خيرا منه حقّا # لأنّ الكلب طبع أبيه فيه [3]