أحدهما: أنّ العصمة على المكلّف ممكنة و مكلّف بها؛ لأنّه مكلّف بفعل جميع الواجبات و الاحتراز عن جميع المحرّمات، و لا نعني بالعصمة إلاّ ذلك.
و المراد بالإمام وجود تلك الصفة بالفعل في المأموم عند طاعته إيّاه و عدم مخالفته إيّاه في شيء البتة، فلو لم تكن هذه الصفة في الإمام لاشتركا في وجه الحاجة، فلم يكن أحدهما بالإمامية و الآخر بالمأمومية أولى من العكس.
و ثانيهما: أنّه تعالى أمر كلّ مكلف باتّباع الإمام بمجرّد قوله أمرا عامّا في المكلّف، و الأوامر و النواهي تدلّ على أنّ سبيل الإمام و طريقه العصمة؛ لأنّه مأمور باتّباع طريقه و مأمور بالعصمة، فلا يمكن المنافاة بينهما.
[إنّما] [2] ذمّ مع العلم، و لا يحصل إلاّ بالمعصوم.
[و لأنّه] [3] صفة ذمّ تقتضي عدم اتّباع من يجوز فيه ذلك، و كلّ غير المعصوم يجوز فيه ذلك، فلا شيء من غير المعصوم بمتّبع، و كلّ إمام[متّبع] [4] ، و إلاّ [لانتفت] [5] فائدة الإمام. ينتج: لا شيء من غير المعصوم بإمام.