و اللّه، لو علم الظالم و المظلوم[بخسارة التجارة و ربحها، لكان الظلم عند المظلوم مترجّى و عند الظالم] [1] متوقّى.
دع المبالغة في الحزن عليّ، فإنّي قد بلغت من المنى أقصاها، و من الدرجات أعلاها، و من الغرف[ذراها] [2] ، و أقلل من البكاء، فأنا مبالغ لك في الدعاء.
فقلت: يا سيدي، الدليل الثاني و الستّون بعد المائة من (كتاب الألفين) على عصمة الأئمّة يعتريني فيه شكّ.
فقال: لم؟ قلت: لأنّه خطابي.
فقال: بل برهاني، فإنّ إرادة الشيء تستلزم كراهة ضدّه، و قوّة الكراهة و ضعفها من حيث الضدّية تابع لقوة الإرادة و ضعفها، و كراهة الشيء منافية لإرادته، فيمتنع الفعل.
و التزام القوانين الشرعية و ملازمة الأفعال التي هي كمال القوّة العقلية مضادّة لمتابعة القوى الشهوانية و الغضبية على خلاف العدل؛ لأنّ تلك تستلزم استحقاق المدح و الثواب، و هذه تستلزم استحقاق الذمّ و العقاب، و تنافي اللوازم يستلزم تنافي الملزومات.
و الداعي إلى فعل المعاصي إنّما هو توهّم تكمّل القوى البدنية الحيوانية.
و الإمام حافظ للعدل مطلقا في جميع الأحوال، فإذا لم يحصل له ما قلناه كان له التفات ما إلى تكمّل[القوى البدنية، فلا يحيط العدل في جميع الأحوال، فلا يصلح [للإمامة] [3] ، فإذا تجرّد عن القوى البدنية لم يحصل له إرادة