المذكورين؛ [لجواز] [1] تقريبه ممّا ينبغي تبعيده عنه، و تبعيده عمّا ينبغي تقريبه [منه] [2] .
و الكامل فيهما هو المعصوم؛ إذ غير ناقص، فيمكن وجود أكمل منه، فلا يكون قد حصل له الكمال المطلق الممكن للبشر.
الخامس و الأربعون:
الإمام يجب أن تكون نفسه لها ملكة التجرّد عن العلائق الجسمانية و الشواغل البدنية و اللذّات الحيوانية، بحيث لا يلتفت إليها و لا يشتغل بتحصيلها، بل ما حصل منها من المباح له لا يكترث به. و إلى ذلك أشار اللّه تعالى بقوله: وَ مَا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا إِلاََّ مَتََاعُ اَلْغُرُورِ[3] .
و قال أمير المؤمنين 7 مخاطبا للدنيا: «[أبيّ] [4] تعرّضت، أم إليّ تشوّقت...
و نفسه منتقشة في الكمال [6] الأعلى، و حصل لها اللذّة العليا؛ إذ الداعي من جهة اللّه إلى ذلك و المنفّر للخلق عن جميع ما يبعّد عن اللّه تعالى-على حسب ما أمر اللّه تعالى به من التحريم و الكراهة، و الحثّ على الأفعال المقرّبة من هذا كالواجبات و المندوبات، و إباحة ما لا يبعّد و لا يقرّب-لو لم يكن كذلك لم يصلح لذلك، و هو ظاهر.
و إذا تقرّر ذلك فنقول: يجب أن يكون معصوما؛ لأنّه عالم بقبح القبيح و بقبح ترك الواجب و مستغن عنه، لا يتصوّر فيه حاجز القوّة الشوقية و الجسمانية و لا الجهل؛ لكماله في القوّتين. و إذا انتفى الداعي و ثبت الصارف امتنع منه فعل القبيح