responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب الألفين المؤلف : العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي    الجزء : 1  صفحة : 192

المذكورين؛ [لجواز] [1] تقريبه ممّا ينبغي تبعيده عنه، و تبعيده عمّا ينبغي تقريبه [منه‌] [2] .

و الكامل فيهما هو المعصوم؛ إذ غير ناقص، فيمكن وجود أكمل منه، فلا يكون قد حصل له الكمال المطلق الممكن للبشر.

الخامس و الأربعون:

الإمام يجب أن تكون نفسه لها ملكة التجرّد عن العلائق الجسمانية و الشواغل البدنية و اللذّات الحيوانية، بحيث لا يلتفت إليها و لا يشتغل بتحصيلها، بل ما حصل منها من المباح له لا يكترث به. و إلى ذلك أشار اللّه تعالى بقوله: وَ مَا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا إِلاََّ مَتََاعُ اَلْغُرُورِ [3] .

و قال أمير المؤمنين 7 مخاطبا للدنيا: «[أبيّ‌] [4] تعرّضت، أم إليّ تشوّقت...

طلّقتك ثلاثا» [5] .

و نفسه منتقشة في الكمال‌ [6] الأعلى، و حصل لها اللذّة العليا؛ إذ الداعي من جهة اللّه إلى ذلك و المنفّر للخلق عن جميع ما يبعّد عن اللّه تعالى-على حسب ما أمر اللّه تعالى به من التحريم و الكراهة، و الحثّ على الأفعال المقرّبة من هذا كالواجبات و المندوبات، و إباحة ما لا يبعّد و لا يقرّب-لو لم يكن كذلك لم يصلح لذلك، و هو ظاهر.

و إذا تقرّر ذلك فنقول: يجب أن يكون معصوما؛ لأنّه عالم بقبح القبيح و بقبح ترك الواجب و مستغن عنه، لا يتصوّر فيه حاجز القوّة الشوقية و الجسمانية و لا الجهل؛ لكماله في القوّتين. و إذا انتفى الداعي و ثبت الصارف امتنع منه فعل القبيح


[1] في «أ» : (بجواز) ، و ما أثبتناه من «ب» .

[2] زيادة اقتضاها السياق.

[3] آل عمران: 185.

[4] في «أ» و «ب» : (إليّ) ، و ما أثبتناه من المصدر.

[5] نهج البلاغة: 480-481، قصار الحكم: 77.

[6] في «ب» : (بالكمال) ، بدل: (في الكمال) .

اسم الکتاب : كتاب الألفين المؤلف : العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست