responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب الألفين المؤلف : العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي    الجزء : 1  صفحة : 184

و لأن ينفعل عن الأمور الإلهية.

و إنّما يحصل الأوّل بالزهد الحقيقي المقرّب إلى الطاعة و المبعّد عن المعصية، و ذلك لا يتمّ إلاّ بالمعصوم كما تقدّم‌ [1] .

و إنّما يحصل الثاني بثلاثة أشياء:

الأوّل: بالعبادة المشفوعة بالذكر و الفكر في اللّه تعالى؛ لأنّ العبادة[تجعل‌] [2]

البدن بكلّيّته متابعا للنفس، فإذا كان مع ذلك النفس متوجّهة [3] إلى جناب الحقّ بالفكر، صار الإنسان بكلّيته مقبلا على الحقّ، و إلاّ فصارت العبادة سببا للشقاوة كما قال اللّه تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*`اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاََتِهِمْ سََاهُونَ [4] . و بالعبادة تنجرّ النفس من جناب الغرور إلى جناب الحقّ.

الثاني: بالوعد و الوعيد و بالزجر و المؤاخذة على فعل المعاصي، و المدح على فعل الطاعات و التقرير.

و ذلك لا يحصل إلاّ بالمعصوم، فإنّ غيره لا تسكن النفس إليه و لا يحصل الاعتماد عليه، فلا يحصل الغرض منه. بل معاصيه و خطؤه منفّر عظيم عن قبول قوله، فيحصل ضدّ الغرض.

الثالث: الكلام المفيد للتصديق بما ينبغي أن يفعل و عمّا ذا ينزّه، من شخص تسكن النفس إليه يجعلها غالبة على القوى، و لا يحصل سكون النفس و اعتمادها و تصديقها اليقيني الذي يجعلها غالبة على القوى إلاّ إذا كان زكيّا يعلم منه‌[الصدق


[1] تقدّم في البحث الرابع من المقدمة، و في الدليلين السابع و الثلاثين و الثامن و الثلاثين من المائة الأولى.

[2] في «أ» : (يحصل) ، و ما أثبتناه من «ب» .

[3] في «ب» : (متوجّه) بدل: (متوجّهة) .

[4] الماعون: 4-5.

اسم الکتاب : كتاب الألفين المؤلف : العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست