يجوز من النبيّ 7 مع أمره بمثل هذه الشفقة[التامّة] [1] و الرحمة العامّة عدم الوصية و عدم نصب المعصوم؟! إهمال هذا مع هذه الرحمة و الشفقة ممّا لا يجتمعان، و الثاني ثابت، فينتفي الأوّل.
لا يقال: هذا من باب[الخطابيات] [2] ، و المسألة علمية برهانية؛ [لأنّها أهمّ المصالح، و بها يتمّ نظام العالم.
لأنّا نقول: بل هي برهانية] [3] من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، فإنّ اللين لهم و الاستغفار و العفو عنهم و استعمال التواضع و الأخلاق الحميدة معهم ليس في اللطف المقرّب و المبعّد كالمعصوم، فإنّ المعصوم أصل، و هذا[زيادة] [4] و فضل، و يستحيل من الحكيم قصد اللطف و أن يأتي بما لا هو مهم في هذا المعنى و يخلّ بالأصل.
[بل] [5] هذا الخطاب الإلهي برهان لمّيّ[و برهان إنّيّ] [6][7] ؛ لأنّ إثبات
[7] البرهان اللمّي: هو ما كان الحدّ الأوسط فيه يعطي العلّة في التصديق بالحكم و في نفس الوجود معا، أي يكون مع ذلك علّة لوجود الحكم في الخارج، كقولنا: (هذه الخشبة مسّتها النار، و كلّ خشبة مسّتها النار فهي محترقة) . و بعبارة أخرى: هو ما كان الانتقال فيه من العلة إلى المعلول.
البرهان الإنّي: هو ما كان الحدّ الأوسط فيه يعطي العلّة في التصديق بالحكم لا غير، و لا يعطي العلّة في نفس الأمر، أي لا يكون مع ذلك علّة لوجود ذلك الحكم في الخارج، كقولنا: (هذه الحمّى تشتد غبّا، و كلّ حمّى تشتد غبّا فهي محترقة) . و بعبارة أخرى: هو ما كان الانتقال فيه من المعلول إلى العلّة. انظر: الشفاء (المنطق 3) : 79-80 الإشارات و التنبيهات (المنطق) : 485-486. تجريد المنطق 53. الجوهر النضيد: 202-203.