و الكلّ باطل بالنائب المذكور، فإنّه لا ينفذ حكم أحد عليه[غير الإمام، و الإمام في تلك الحال لا ينفذ حكمه عليه] [1] أيضا؛ لأنّه يستدعي علم الإمام بالغيب و قدرته على الاختراع، [و] [2] هو نافذ الحكم على غيره، و قد تحقق فيه كلّ واحد من الوصفين، مع أنّ العصمة غير معتبرة فيه، فبطل اشتراط العصمة في الإمام.
لأنّا نجيب:
عن الأوّل: بأنّ من عرف العوائد علم بالضرورة عجز الأمّة عن عزل آحاد الولاة، فكيف بالرئيس المطلق؟ و عن الثاني:[3] أنّ النائب يخاف من العزل في مستقبل الوقت، و ذلك لطف له، بخلاف الإمام.
سؤال: فليكن خوف الإمام من عقاب الآخرة لطفا له؟ جواب: الإمام يشارك غيره في الخوف، فلمّا لم يكن ذلك مغنيا لهم عن الإمام فكذلك له.
و لأنّ[رغبة] [4] الناس في الدنيا أكثر تقريبا من فعل الطاعة و ترك المعصية من الآخرة.
و أيضا: فلم لا يجوز أن يكون الفرق أنّ الإمام حاكم على كلّ المسلمين فوجب عصمته، بخلاف النائب؟ و أيضا: فلم لا تكون العصمة لأجل عدم حكم غيره عليه، بخلاف النائب فإنّ الإمام يحكم عليه في تلك الحالة أو فيما بعد؟