responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 73

اي مرجعا و مقصدا أو زعيما، منها ما ذكره بعضهم ان معناه ما أريد منه التقدم و الخلافة و المطاعية و الوصاية و الرئاسة في أمور الدين و الدنيا و مصدرية الحكم في الاجتماع.

أقول ليس الكلام في صحة استعمال لفظ الإمام في الموارد المذكورة و في إمام الجمعة و الجماعة و أئمة الكفر و أئمة الضلال و الأئمة التي تدعون الى النار و غيرها من الموارد.

فلا يغرنك ما ترى من التوسعة في موارد استعمال لفظ الامام فلا يجوز مداخلة شي‌ء منها في تفسير الآية الكريمة فإن المدار في تفسيرها هي الشروط المأخوذة في تعيين المراد فيها فان صريح الآية انها مجعولة بجعله تعالى جعلا مولويا و ظاهرها و ظاهر غيرها من الآيات ان محل الإمامة المذكورة و مقرها هو الإنسان النبي و الرسول بل الخليل أيضا على ما سيأتي من البيان.

و ذكر بعض المفسرين ما خلاصته ان الامام المذكور في هذه الآية و نظائرها من هو الواسطة في الهداية بمعنى الاتصال الى المطلوب اي من هو هاد بتصرفه التكويني في نفوس الناس بالهداية إلى كمال و نقلها من كمال الى كمال آخر.

و استند في ذلك الى قوله تعالى وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا الآية الأنبياء 73 و الى قوله وَ جَعَلْنٰا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا لَمّٰا صَبَرُوا الآية السجدة 24.

و وجه الاستدلال ان قوله تعالى يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا يجري مجرى التفسير و التعريف لقوله أَئِمَّةً* المجعولة في الآيتين و قوله تعالى بِأَمْرِنٰا* ليس المراد من الأمر هو الأمر التشريعي الاعتباري بل المراد ما يفسره قوله تعالى إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يسن 82.

و هو الأمر التكويني فلا محالة يكون المراد من الامام المجعول في الآيتين من كان هاديا بالتكوين اي بتصرفه في نفوس الناس بالهداية إلى كمال و نقلها و سيرها من كمال الى كمال آخر تهتدي إليه المؤمنون بأعمالهم و يتلبسون بها رحمة من ربهم و لا بد ان يكون متلبسا بهذه الهداية و واجدا إياها هذا أولا، و ثانيا لا ريب بحسب ظواهر الآيات الكريمة ان إبراهيم (ع) قد كان متشرفا و نائلا بمقام النبوة و الرسالة قبل نيله بمقام الإمامة فلا محالة كان واجدا لمقام الهداية بمعنى اراءة الطريق و لا ينفك‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست