responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 153

الشمس ضاحية مشرقة و يؤيد ذلك ما ذكره في المجمع ج 10 حيث قال و قد اقسم سبحانه بنور الشمس كله من قولهم ضحى فلان للشمس إذا ظهر لها انتهى.

و قيل الضحى صدر النهار و الأظهر هو الوجه الذي ذكرناه.

قال تعالى أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنٰا بَيٰاتاً وَ هُمْ نٰائِمُونَ أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنٰا ضُحًى وَ هُمْ يَلْعَبُونَ (الأعراف 98) فالضحى في هذه الآية الكريمة ما يقابل البيات الواقع في الليل قوله تعالى وَ اللَّيْلِ إِذٰا سَجىٰ قال في القاموس سجي سجوا سكن و منه البحر و الطرف الساجي انتهى أقول أن المراد من سكون الليل سكون ما فيها من الأصوات أو سكون من فيها و ما فيها من الحركة و العمل أو ركود ظلامها.

قوله تعالى مٰا وَدَّعَكَ الآية هو من التوديع بالتشديد لأنهم اماتوا ماضي يدع و يذر في التبيان ج 10 عن سيبويه انهم استغنوا (بترك) عن ودع و لم يستعملوه انتهى. أقول معناه ترك الشي‌ء و الوداع من باب المفاعلة الترك من الجانبين و قوله تعالى قال بمعنى أبغض و كره فقوله تعالى مٰا وَدَّعَكَ الآية جواب للقسم المذكور في صدر السورة. و قد اضطربت كلماتهم في تفسير المقام و ارتباط هذه الآية بقوله تعالى وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ و في بيان حقيقة الأمر في قوله تعالى مٰا وَدَّعَكَ إلخ فقالوا و أطالوا و لم يأتوا بشي‌ء مبين و قول فصل و ذكروا في شأن نزولها أشياء عجيبة قال الرازي في تفسيره ج 21 ص 209 قال المفسرون و ابطأ جبرئيل على النبي 6 فقال المشركون قد قلاه الله و ودعه و انزل الله تعالى هذه الآية و قال السدي ابطأ عليه أربعين ليلة فشكى ذلك الى خديجة فقالت لعل ربك نسيك و قلاك و قيل أن أم جميل امرأة أبي لهب قالت له يا محمد 6 ما أرى شيطانك الا قد تركك انتهى أقول و روي غير ذلك أيضا و في نور الثقلين ج 5 ص 594 عن علي ابن إبراهيم رواية احتباس الوحي أن خديجة قالت لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك فأنزل الله تبارك و تعالى مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلىٰ أقول و روى غير تلك الا ان هذه الروايات ضعاف و ما رووه عن طريق العامة مرسلات تاريخية مختلفة في مفادها و ذلك غير ناهضة لإثبات احتباس الوحي على رسول الله على وجه إعراضه تعالى عنه 6 و لو كان أياما قلائل و الوجوه التي ذكروها في علة احتباس الوحي انه كان ذلك تأديبا و تقريعا مكذوبا لان صريح الآية أنه تعالى ما ودعه و ما قلاه ثم على فرض صحة جميع ذلك كيف يصح ارتباط هذه الآية بقوله وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ قال في الكشاف ج 4 ص 611 كيف اتصل قوله وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست