responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 62

ومنها: أن العقاب المقرر على عصيان الكبائر أشد وأعظم من عقاب غيرها.

ومنها: استخدام أساليب خاصة في الزجر عن ارتكاب الكبائر، حيث يكون لها وقع أكبر في نفوس المكلفين.

ومثال ذلك أكل أموال اليتامى ــ المعدود من الكبائر في معظم الروايات ــ حيث يلاحظ أن الله تبارك وتعالى عبّر عن حرمته بقوله عز وجل [1] : ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً)) ، ولهذا التعبير أثر إحساسي كبير كما لا يخفى.

وكذلك في مورد الربا حيث قال عز وجل [2] : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) فإن كون آكل الربا في حرب مع الله ورسوله له الأثر البالغ في الانزجار عنه.

ومنها: ــ كما هو مقتضى الأدلة المتقدمة ــ وعد الله المكلفين بالعفو عن صغائر الذنوب إذا كفوا أنفسهم عن ارتكاب الكبائر.

فهذا كله يأتي في إطار تفعيل زاجرية النهي عن الكبائر، أي أن الحكمة الإلهية التي تستند إلى رعاية المصالح والمفاسد اقتضت إعمال هذا الأسلوب في محاولة ردع المكلف عن ارتكاب الكبيرة، فالحكمة فيما يدعى أنه يؤدي إلى تخفيف زاجرية النهي عن الصغائر هي ازدياد الانزجار عن الكبائر مراعاة لأهميتها القصوى.

إذاً الوعد بالتجاوز عن الصغائر مع اجتناب الكبائر يأتي انسجاماً مع هذه الحكمة. فلو سلّم أنه يفتح للمكلف باب ارتكاب الصغائر لم يكن فيه ضير، بلحاظ أنه يؤدي إلى إحكام غلق باب ارتكاب الكبيرة.

وبالجملة اجتناب الكبيرة مطلوب ولو على حساب ارتكاب الصغيرة.


[1] النساء: 10.

[2] البقرة: 279.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست