responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 499

وذكر السيد ابن زهرة [1] : (أن الآية نزلت بسبب صدّ المشركين عام الحديبية للنبي (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) وللمسلمين عن البيت).

وأما واقعة حجة الوداع فقد رواها الكليني والشيخ [2] بإسنادهما الصحيح عن معاوية بن عمار عن الصادق 7 وفيها أنه: ((لما وقف رسول الله (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) بالمروة بعد فراغه من السعي أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا جبرئيل 7 وأومأ بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحل، ولو استقبلت من أمري مثل الذي استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ولكني سقت الهدي، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ..)) .

وليس في هذه الصحيحة نزول قوله تعالى: ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) في هذه الواقعة، بل لا يناسب أن يكون نزوله فيها، لأن النبي (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) إنما أمر من لم يسق الهدي من المسلمين بأن يعدل بنيته من الحج إلى عمرة التمتع، فكيف ينسجم ذلك مع ما تضمنته الآية الكريمة من الأمر بإتمام الحج والعمرة؟!

والحاصل: أنه لا ينبغي الشك في أن الآية المباركة المذكورة لم تنزل في حجة الوداع، وإنما نزلت في واقعة الحديبية التي صُدّ فيها رسول الله (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) عن الوصول إلى البيت الحرام وأداء مناسك العمرة.

وعليه فالاستدلال بالآية الكريمة على جزئية الإحرام تام.

فتلخص من جميع ما تقدم: أن الصحيح هو ما صرح به صاحب الجواهر (قدس سره) [3] وذكره أيضاً السيد صاحب العروة (طاب ثراه) [4] ووافقه عليه المعلّقون من كون الإحرام جزءاً من مناسك الحج والعمرة لا أمراً مستقلاً قد جعل شرطاً لها.


[1] غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع‌ ج:2 ص:195.

[2] الكافي ج:4 ص:245. تهذيب الأحكام ج:5 ص:454.

[3] جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ج:18 ص:204.

[4] العروة الوثقى ج:4 ص:656.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست