responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 44

وجوب الإتمام جزماً، وظاهر الأمر للوجوب، فكان الإتمام واجباً جزماً، والإتمام مسبوق بالشروع، وما لا يتم الواجب إلا به وكان مقدوراً للمكلف فهو واجب، فيلزم أن يكون الشروع واجباً في الحج والعمرة.

ويلاحظ على ما ذكره أن (الإتيان بالشيء تاماً) ليس من معنى الإتمام لغة ولا عرفاً، فحمله عليه إنما يصح فيما لا يمكن فيه إرادة معناه الأصلي، أي: (ضم بقية أجزاء الشيء إلى الجزء المأتي به منه)، وذلك فيما يكون المركب دفعي الوجود، أي لا يمكن إيجاد بعض أجزائه أولاً ثم إيجاد الباقي، بل يؤتى بالجميع دفعة واحدة. وأما فيما يتأتى فيه التدريج فالإتمام لا يحمل إلا على معناه الأصلي، كما هو كذلك في الآيتين الكريمتين اللتين استشهد بهما.

مع أن آية الصيام ــ أي قوله تعالى: ((ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)) ــ لما كانت مسبوقة بقوله تعالى: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)) ــ الظاهر بمقتضى مفهوم الغاية في لزوم الابتداء في الصيام من حين طلوع الفجر ــ تكون ظاهرة جداً في إرادة لزوم إكمال الصوم إلى سواد الليل بعد فرض الشروع فيه من حين طلوع الفجر.

ولا وجه لحمل الإتمام فيها على الإتيان بالشيء تاماً حتى لو كان هذا معنى آخر أصلياً للإتمام، إذ إنما يتوجه الحمل عليه عندئذٍ لو لم يذكر قبله لزوم الشروع في الصوم من عند طلوع الفجر، وأما مع الإيعاز إلى ذلك أولاً بمقتضى مفهوم الغاية فلا محل لحمل الإتمام على المعنى المذكور كما لا يخفى.

هذا ويقرب أن يكون التعبير بـ(أتمهن) في آية الابتلاء ــ أي قوله تعالى: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)) ــ بدلاً عن (أتى بهن) إنما هو من حيث إن الإتمام أبلغ دلالة على الإتيان بالشيء بتمامه وكماله، فإن هناك فرقاً بين قولنا: (أتم الشيء) وقولنا: (أتى بالشيء) فإن الثاني وإن كان ظاهراً أيضاً في الإتيان بالشيء بجميع أجزائه، إلا إن التعبير بـ(أتم) أوضح دلالة على الاستيعاب وعدم فوات شيء من الأجزاء، فتدبر.

ثم إن ما ذكره من أن الإتمام في قوله تعالى: ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ))

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست