responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 43

قراءة فهي قراءة شاذة لا عبرة بها، كما صرح به الفخر الرازي في تفسيره [1] . فهذا الوجه ضعيف جداً.

الوجه الثاني: أن معنى (أتموا) أقيموا، وقد نسب الشيخ الطوسي (قدس سره) ذلك [2] إلى أمير المؤمنين 7 ، والإمام السجاد 7 ، والسدي، ومسروق، وهذا الأخير نسبت إليه القراءة بلفظ أقيموا،كما مر آنفاً، فيمكن أن يعد هذا مؤشراً إلى ما سبق من الخلط بين القراءة والتفسير، فلاحظ.

وكيفما كان فظاهر الشيخ في هذا الموضع من التبيان القبول بهذا الوجه واختياره، على خلاف ظاهر كلامه في بداية البحث، ولم يتضح وجه هذا الاختلاف بين العبارتين، فليراجع.

وقد اختار هذا الوجه أيضاً الفخر الرازي في تفسيره، توجيهاً لمذهب الشافعية ــ وهو منهم ــ من وجوب العمرة إلى جانب الحج، خلافاً لأبي حنيفة القائل بعدم وجوبها، قال [3] : (إن الإتمام قد يراد به فعل الشيء كاملاً تاماً. ويحتمل أن يراد به إذا شرعتم في الفعل فأتموه) وادعى أن من الأول قوله تعالى [4] : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)) قال: (أي فعلهن على سبيل التمام والكمال)، فيكون معنى الإتمام إيجاد الشيء تاماً، وقوله تعالى [5] : ((ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)) أي افعلوا الصيام تاماً إلى الليل، وزعم أن حمل (أتموا) في آية المقام على أوجدهما تامين أولى، واستشهد بوجوه أهمها اثنان ..

الأول: أن حمل الآية على الوجه الثاني يقتضي أن يكون هذا الأمر مشروطاً ويكون التقدير أتموا الحج والعمرة لله إن شرعتم فيهما، وعلى الـتأويل الأول الذي نصرناه لا يحتاج إلى إضمار هذا الشرط.

الثاني: هب أننا نحمل اللفظ على وجوب الإتمام، لكن اللفظ دل على


[1] تفسير الرازي ج:5 ص: 153.

[2] التبيان في تفسير القرآن ج:2 ص:155.

[3] تفسير الرازي ج:5 ص:152.

[4] البقرة: 124.

[5] البقرة: 187.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست